أشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالجهود التي تقوم بها مصر من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، مؤكدا أن رعاية مصر للمصالحة مرحّب بها من كل أبناء الشعب الفلسطيني. وقال الرئيس خلال لقاء مع وفد إعلامي مصري زار رام الله "إن مصر مهمة جدا بالنسبة لنا؛ لأننا جزءٌ من أمنها القومي ولا غنى عنها سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل فهي صاحبة موقف ورأي ومصلحة في إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام ولن نقبل أن يتدخل أحد في شؤوننا الداخلية إلا مصر المكلفة من الجامعة العربية بملف المصالحة". وأضاف، حسب وكالة سما الفلسطينية: "لدينا رغبة شديدة جدا في إتمام المصالحة الفلسطينية بعد 11 عاما من الانقسام الذي تسبَّب في آلام كبيرة جعلتنا نكون أكثر تصميما الآن في إعادة اللحمة للشعب الفلسطيني وإلى الأرض الفلسطينية، وبدون هذه الوحدة لن نتمكن من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". وشدد الرئيس على أن السلطة الوطنية الفلسطينية هي المسؤولة عن المعابر والأمن والوزارات وكل شيء يجب أن يكون بيدها، مؤكدا على ضرورة أن يكون هناك سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد. وقال: "لن أسمح باستنساخ تجربة حزب الله في غزة". وأضاف: سنضع جميع المشاكل على الطاولة، خاصة المعابر والأمن والسلاح وخلافه خلال الاجتماعات بين فتح وحماس والفصائل الفلسطينية جميعها.. ولكن لا نريد أن نستبق الأحداث.. ويجب أن نسير خطوة خطوة لتنفيذ اتفاق المصالحة الموقع عام 2011 في القاهرة. وقال: من مصلحتنا أن تكون هذه الوحدة.. وبالتالي عندما قدمت حماس المبادرة تلقفناها مباشرة، وقررنا فورا إرسال الوفود إلى غزة من أجل تنفيذ تفاهمات القاهرة والبدء في المصالحة، لافتا إلى أن زيارة وفد الحكومة لقطاع غزة يعد دليلا على الرغبة الشديدة في المصالحة. وأضاف: نحن نريد من حماس تمكين حكومة الوفاق الوطني التي شكلت عام 2014 من أداء أعملها في قطاع غزة كما في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن حماس قبلت بهذا وقبلت أيضا إلغاء اللجنة الإدارية (الحكومة الموازية)، كما قبلت بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني حتى يكون الكل الفلسطيني داخل إطار المظلة الرسمية. وردا على سؤال حول موقفه إذا فازت حماس في الانتخابات القادمة، قال: "الفائز يحكم، وألف مبروك.. والدليل ما حدث في 2006 عندما دخلت الانتخابات وفازت، فاتصلتُ بإسماعيل هنية وباركت له الفوز وكلفته بتشكيل الحكومة في ذلك الوقت.. فنحن نؤمن بالديمقراطية ولا مانع من أن يكون الرئيس من حماس.. ونحن طبقناها فعليا وليس مجرد كلام". وردا على سؤال حول المعونات والمنح التي تقدم إلى قطاع غزة، قال: "لن نقبل ولن نسمح لأي أحد أن يقدم أموالا أو مساعدات سواء كانت من تركيا أو قطر أو إيران أو غيرها من الدول إلا عن طريق السلطة الشرعية". ويأتي هذا التصريح ليضع عقبة كبيرة في طريق المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس، فإذا كانت حماس قد سلّمت حكم غزة للسلطة، فاشتراط تسليم المقاومة سلاحها لإنجاز المصالحة يهدد بنسف الاتفاق والعودة إلى نقطة الصفر، باعتبار سلاح المقاومة خط أحمر.