لا ينقضي أسبوع في فصل الشتاء دون أن تسجّل مصالح الحماية المدنية حوادث قاتلة للاختناق بالغاز، كان بالإمكان تفاديها لو أن ضحاياها التزموا بأبسط إجراءات الوقاية والحيطة والحذر، حيث أصبح الاستمتاع بنعمة الدفء بمثابة مغامرة غير محمودة العواقب أحيانا يكون سببها إهمال الأسر وأحيانا أخرى يكون سببها تجار ومصنّعون ملأ الجشع قلوبهم فعمت عيونهم عن الأخطار التي يحدثونها والأرواح التي يزهقونها. وحسب حصيلة حديثة لمصالح الحماية المدنية، فمنذ بداية فصل الشتاء وإلى غاية ال30 من شهر جانفي أباد الغاز بأنواعه 154 جزائري، 20 منهم في شهر جانفي فقط، بينما أنقذ 255 شخص من قبل مصالح الحماية المدنية حسب ما أكّده الملازم الأوّل بن أمزال زهير المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة لمصالح الحماية المدنية. واستنادا إلى المتحدث نفسه فإن أثقل حصيلة كانت بولاية تيارت بأربع وفيات، تليها ولاية تيبازة ب3 وفيات، وكذا الجلفة ووهران والبرج بحالتين في كل ولاية. وأفاد بن أمزال أنّ عدد تدخلات مصالحه ارتفع في العام 2017 ب72.63 بالمائة مقارنة مع العام الذي قبله 2016، كما أن الاختناقات تكون بغازات مختلفة على غرار غاز أحادي الكربون وغاز البوتان وغاز المدينة وانسداد المجاري التنفسية الناتجة عن حبس الهواء. بن امزال أوضح ان الجهود التي تبذلها مصالحه، رفع عدد الأشخاص المنقذين بنسبة 89 .14 بالمائة في حين ارتفع عدد الضحايا بنسبة 14 .52 بالمائة. وعموما ارتفع الضحايا من 117 في 2016 إلى 134 في 2017 واحتلت العاصمة المرتبة الأولى من حيث عدد الضحايا ب17 وفاة تلتها سطيف ب8 ضحايا فالجلفة ب7 ضحايا وخنشلة 6 ضحايا، وفي الأخير تيسمسيلت ووهران ب5 ضحايا لكل منهما، أما من حيث التدخلات فسجلت العاصمة 105 تدخل وقسنطينة 100 تدخل تليهما سطيف ب96 تدخلا فالبرج والمدية ب67 و65 تدخلا على التوالي.
أبواب مفتوحة ومنابر المساجد للتحسيس من أخطار الغاز لم تتوقف الحملات التحيسيسية والتوعوية على مدار عام كامل، حيث أفاد الملازم بن أمزال أنّ "نشاطاتهم كانت متواصلة على مدار العام وعبر 48 ولاية من خلال مجهودات المديريات الولائية والأبواب المفتوحة والورشات وكذا النشاطات الميدانية". وأرجع ممثل الحماية المدنية أغلب الحوادث المسجلة إلى غياب الثقافة التوعوية واللامبالاة واللامسؤولية في المخاطرة بالحياة بسبب أخطاء وقائية بسيطة تؤدي إلى كوارث، أهمها تهوية المنازل التي تعد الرقم الأول في الأسباب المؤدية إلى الاختناق. ونصح بن أمزال بضرورة توخي الحيطة في اقتناء أجهزة التدفئة من مصادرها الأصلية وتفادي السلع المقلدة التي تربحهم بعض الدنانير، لكنها تقضي على حياتهم، كما دعا إلى الاستعانة بمهنيين محترفين في مجال الصيانة والتركيب وتجنب "البريكولاج" الحاصل من قبل البعض.