تعرف منطقة الطيبات تزايدا متواصلا وتوسعا في مختلف المحاصيل الحقلية وخاصة البطاطا و"الدلاع" والزيتون وأشجار النخيل ودخول زراعة حبوب الكينوة على الخط مؤخرا شجع على تطوير الفلاحة في المنطقة التابعة لولاية ورقلة الحدودية مع الجارة الوادي الرائدة في المجال الفلاحي. كشف رئيس القسم الفرعي للفلاحة بالطيبات ولاية ورقلة، محمد بن سعدية أن فلاحي الدائرة تمكنوا من الوصول إلى استثمار 5000 هكتار من أصل 700 ألف هكتار من مختلف المحاصيل الحقلية من البطاطا والدلاع والزيتون والنخيل والقمح والشعير والكينوة التي تعتبر اكتشافا جديدا بالنسبة لفلاحي المنطقة والتي تعتبر مستقبل الولاية في جميع أنواع المزروعات.. تمكن فلاحو الطيبات من الوصول إلى غرس 100 ألف نخلة مثمرة ذات الجودة العالية للتمور من نوع دقلة نور والتي تنتج سنويا ما يقارب 80 ألف قنطار يسوق إلى مختلف ولايات الوطن ودول الجوار. وأما مساحات البطاطا المزروعة بنوعيها البيضاء والحمراء، خاصة نوع سبارتا وكوندور وبارتينا وكيرودا، فتبلغ مساحاتها المستثمرة 2000 هكتار بإنتاجية تقدر ب300 قنطار في الهكتار الواحد، والتي تختلف في سقيها بين السقي بالتقطير وهو ما نسبته 30 من المائة، والرش المحوري بنسبة 70 من المائة بمرشات مصنوعة محليا، بما يغطي 01 هكتار إلى 800م وبشعاع طوله 50م وهي طرق اقتصادية في استهلاك الماء وناجحة بكل المعايير. وأضاف ذات المتحدث أن السبب يعود في توسع المساحات المزروعة من شعبة البطاطا إلى خصوبة التربة ووفرة المياه، والتجارب الناجحة التي نقلت من الولاية المجاورة الوادي، إضافة إلى مجهودات الدولة المبذولة في هذا المجال من كهرباء ومسالك فلاحية، وإن كانت لم تربط كلها، فمثلا في منطقة بوطارة ببلدية النقر التي تضم 20 ألف هكتار ولم يتم دراسة سوى 08 آلاف هكتار فقط، ومحيط عرصة أميه الحجر الذي يضم 20 ألف هكتار، وتم دراسة 04 آلاف هكتار، ومحيط صيلوبة بلدية الطيبات الذي يضم 05 آلاف هكتار، ومحيط بئر الجحفة الذي يضم 4.5 آلاف هكتار، ومحيط الخبينة ورفيسة ومريا بلدية بن ناصر التي تضم حوالي 10 آلاف هكتار والتي لم تربط بالكهرباء أو مسالك فلاحية أو لم تحفر بها الآبار بعد. وبلغت المساحات المزروعة لهذا الموسم من الدلاع 250 هكتار، وعن أسباب تراجع هذا النوع من الزراعة، أوضح ذات المتحدث أن السبب يعود إلى عدم استقرار السوق بسبب فوضى العرض والطلب وكذا غياب غرف التخزين. والجديد هو إقبال فلاحي الطيبات على الاستثمار في زراعة حبوب الكينوة والتي يعتبر موطنها الأصلي أمريكا اللاتينية من جبال الأنديز والتي ظهرت قبل 3000 سنة، حيث كانت تعتمد عليها شعوب الأنكا، وتم نقلها إلى الجزائر عن طريق المنظمة العالمية للتغذية "الفاو" التابعة للأمم المتحدة التي أدرجت الجزائر بين الدول التي بها مياه مالحة، ومناطق صحراوية تصلح لزراعة حبوب الكينوة، حيث كانت التجرية سنة 2014. وأضاف أن التجربة بالطيبات قام بها لحد الآن 04 فلاحين في الاستثمار في 02 هكتار، ووجه ذات المتحدث نداءه إلى جميع الفلاحين من أجل الاستثمار في هذا النوع من الحبوب باعتبارها تنمو في الأراضي الفقيرة وتحتاج إلى قليل من الماء مع أنها غنية بالبروتين، وهي مكمل غذائي جيد، وقد تكون غذاء أساسيا يعوض حبوب القمح. ونحن نعد هذا الموضوع، التقينا الآنسة "حليمة خالد" مديرة إنتاج البذور بمنطقة غفيان تابعة لمعهد الزراعة الصحراوية مكلفة بمتابعة محاصيل حبوب الكينوة على مستوى منطقة وادي ريغ، في زيارة لفلاحي دائرة الطيبات والتي أوضحت أن هذا النوع من الحبوب دخل إلى الجزائر منذ 04 سنوات ولحد الآن على مستوى منطقة وادي ريغ حوالي 04 هكتارات مزروعة ونحن الآن في مرحلة حصاد هذا النوع من الحبوب والنتائج مبشرة جدا باعتبار تكاليفه بسيطة خاصة وأنها تتحمل العطش وتتحمل الجفاف وتحتاج كمية سماد قليلة.