وزير الصحة الأسبق:مراد رجيمي استنكر الفريق الطبي لقسم جراحة القلب بمستشفى نفيسة حمود (بارني سابقا)، الذي يرأسه البروفيسور مراد رجيمي، ما تردد عن تحويل مرضى القلب، إلى عيادات خاصة بغرض القيام بعمليات جراحية على القلب، وكذا بيع بطاريات القلب للمرضى، خارج إطار القانون. * واعتبروا ذلك مساسا بمهنية ومصداقية هذه المصلحة، التي تعتبر من أنشط المصالح على مستوى جميع المستشفيات الوطنية. * وانتقد فريق قسم أمراض القلب، في لقاء ب "الشروق"، بشدة، بعض التصريحات، التي وصفوها ب "المغرضة"، وتمسكوا ب "النزاهة والأخلاق المهنية، التي يتمتع بها البروفيسور مراد رجيمي"، طيلة السنين التي اشتغلوها إلى جانبه. * وعبر أعضاء قسم الجراحة، المتكون من أطباء دائمين ومقيمين، عن استغرابهم من الحديث الذي تردد عن تحويل مرضى إلى عيادات خاصة، وقالوا "من غير المعقول الحديث عن تحويل مرضى قلب، من القسم الذي يعملون به، وإنما توجيه، لأن مستشفى "بارني" لا يتوفر على قسم خاص بجراحة القلب، وأن ما يتوفر عليه المستشفى هو مجرد مصلحة لمساعدة مرضى القلب، من خلال القيام بحالات تدخل بسيطة، لإنقاذ حياتهم، مثل تسريح الشرايين، ووضع بطاريات"، والتكفل بمتابعة المريض بعد إجرائه العملية. * وأكد أعضاء الفريق الطبي، أن كثيرا من المرضى الذين يتلقون الإسعافات والتشخيصات الأولية، بقسم أمراض القلب بمستشفى "بارني"، عندما يتأكدون من أن وضعيتهم تستدعي عملية جراحية عاجلة، يطلبون توجيههم، إلى العيادات الخاصة، التي تتوفر على الإمكانيات اللازمة، نظرا لطول المدة التي ينتظرونها على مستوى المستشفيات العمومية، حيث بينت إحصائيات تحصلت عليها "الشروق"، أن مدة الانتظار، وصلت في بعض الحالات إلى 500 يوم، ما تسبب في وفاة كثير من المرضى. * وأكد فريق عمل مصلحة أمراض القلب، أن العمليات الجراحية على مستوى الشرايين، غير متاحة في الجزائر، إلا على مستوى المركز الوطني للطب الرياضي، ببن عكنون، في حالة حضور طاقم طبي فرنسي مختص، ما يبين محدودية إمكانات القطاع العمومي، على هذا المستوى، وهو النقص الذي عوضته بعض العيادات الخاصة المتميزة، والتي ساهمت جهودها في تخفيض عدد العمليات الجراحية على القلب بالخارج، من ستة آلاف إلى 600 عملية فقط في السنة، كما جاء على لسان وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، عمار تو، ما وفر على صندوق الضمان الاجتماعي، الملايير، لأن العملية الجراحية الواحدة على مستوى العيادات الخاصة، لا تكلف أكثر من 47 مليون سنتيم، في حين أن قيمة الليلة الواحدة في عيادة خارج الوطن، تعادل 2200 يورو (25 مليون سنتيم)، علما أن المريض لا يغادر العيادة قبل أسبوع من إجراء العملية على الأقل. * * رئيس جمعية مرضى القلب: مصلحة "بارني" نموذج للمهنية * من جهته، قال سعيدي ياسين، وهو رئيس الجمعية الوطنية لمرضى القلب، إنه لم يتلق ولو مرة واحدة شكوى من أعضاء الجمعية، الذين يعدون بالآلاف، حول أي نوع من أنواع الابتزاز على مستوى قسم أمراض القلب، بمستشفى بارني. * وقال سعيدي في تصريح ل "الشروق"، التقته بالمستشفى، "لم يسبق لي أن قدمت ملف مريض لقسم أمراض القلب بمستشفى "بارني"، وتم رفضه، سواء تعلق الأمر بتركيب البطاريات أو بتحويلهم إلى عيادات خاصة، أو بأي مشكل آخر". وأكد سعيدي بأنه ألح على البروفيسور رجيمي، في حالات بعض المرضى، على توجيههم لعيادات خاصة، للحفاظ على حياتهم، نظرا لسرعة تكفل هذا النوع من العيادات بالمرضى. * * عمي محمد: أنا طلبت من البروفيسور توجيهي لعيادة خاصة * عمي محمد وهو مريض مبتور الساقين، وبمجرد سماعه بانتقال "الشروق" إلى مصلحة قسم أمراض القلب بمستشفى بارني، حضر برغم الإعاقة التي يعاني منها، إلى مقر الجريدة، ليؤكد بأنه أحد المرضى الذين تقدموا للمصلحة التي يشرف عليها البروفيسور رجيمي، للقيام بالتشخيصات الأولية، مؤكدا بأنه هو من طلب من البروفيسور توجيهه، لعيادة خاصة، نظرا لمعرفته، كما قال، بظروف عمل وإمكانات المستشفيات العمومية، التي قال إنه عمل بها لعدة عقود.