الجزائر تعاني من فراغ قانوني رهيب في مجال حماية الطفولة كشف رئيس الشبكة الجزائرية لحماية الطفولة "ندى"، السيد عبد الرحمان عرعار، في حوار مع "الشروق اليومي"، بأن ما لا يقل عن 80 بالمائة من حالات جنوح وانحراف الأطفال في الجزائر سببها النزاعات الزوجية * حيث عالجت الشبكة، في إطار تجربة الرقم الأخضر "أنا أسمعك"، أزيد من 500 ملف تتعلق بتأثير النزاعات العائلية على مستقبل الأطفال . وأضاف نفس المتحدث بأن قضايا الطلاق والطرد من المنزل باتت من أكثر مسببات التسرب المدرسي لدى الأطفال . * أكد السيد عبد الرحمان عرعار على أن "الجزائر تعاني من فراغ قانوني رهيب في مجال حماية الطفولة، والقانون المعمول به حاليا يعود إلى سنة 1972، وعليه فإن الزمن تجاوزه، خاصة وقد طرأت الكثير من المستجدات على المجتمع، تتطلب ضرورة التسريع في دراسة واعتماد القانون الجديد الذي أعدته وزارة العدل، وهو الآن على مستوى الحكومة" . * وأضاف المتحدث بأن "الشبكة الجزائرية للطفولة تقترح اعتماد قانون يعطي صلاحيات أكبر لقاضي الأحداث، إضافة إلى استحداث محاكم خاصة بالأطفال، لأن معظم المشاكل التي تعاني منها الطفولة تتطلب وقتا وحيزا خاصين، مما يتطلب أيضا اعتماد محامين مختصين في مجال الطفولة لكثرة النزاعات والمشاكل التي يذهب ضحيتها سنويا آلاف الأطفال" . * وحذر المتحدث من انتشار ظاهرة الأمية لدى الأطفال في ظل ارتفاع نسبة اللا تمدرس والتسرب المدرسي في المناطق النائية، بسبب توجه الأطفال نحو التجارة لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى . * وبالنسبة لقوانين الردع التي سنتها وزارة التربية مؤخرا، والتي تتمثل في إلزامية التمدرس لغاية 16 سنة ومعاقبة الأولياء الذين يعملون على حرمان أطفالهم من الدراسة، أكد عرعار على أن هذه الإجراءات غير كافية، وهي بحاجة إلى إعطاء بدائل بالنسبة للعديد من الحالات الاجتماعية الخاصة بالنسبة للأطفال الذين يعانون من تعقيدات إدارية تسببت في حرمانهم من التمدس على غرار الأطفال مجهولي النسب . * * تعميم تجربة " أنا أسمعك " على 14 ولاية بعد نجاحها بالعاصمة * السيد عبد الرحمان عرعار كشف بأن تجربة الرقم الأخضر "أنا أسمعك" ستعمم على 14 ولاية من مختلف مناطق الوطن بعد نجاحها بالعاصمة، مؤكدا على أن الشبكة استقطبت خلال سنة ونصف، منذ بداية التجربة، أزيد من سبعة آلاف مكالمة، كانت حصة الأسد فيها لأمهات يعانين من مشاكل بالجملة، أولها تعرضهن للطلاق التعسفي مما تسبب في انحراف أطفالهن بعد تشردهن في الشارع عقب تنفيذ أحكام الطرد. كما اتصل عدد معتبر من الأطفال بعد تعرضهم لمضايقات في المدرسة والبيت. واستقبلت الشبكة اتصالات تتعلق باعتداءات جنسية وانتهاك الحرمات. * وقال عرعار بأن "تجربة الرقم الأخضر، التي تعد الأولى من نوعها في الجزائر، كانت صعبة ومفيدة في نفس الوقت، فمهمتنا تمثلت في تسيير آلام وهموم الناس عن طريق الإصغاء والمتابعة والتوجيه"، وأضاف بأن "التجربة القادمة ستعتمد على 40 مؤطرا وعدد من المختصين والمتطوعين، بالإضافة إلى التنسيق مع العديد من الهيآت والمؤسسات أهمها وزارة التربية والاتصال والعدل والصحة " . * وحذر السيد عرعار من الانتشار المتزايد لمظاهر العنف مما سيتسبب في انتشار ظاهرة خطف الأطفال لأسباب اقتصادية، وكذلك انتشار عصابات الأشرار التي باتت من أهم مظاهر انحراف الأطفال في الجزائر، وقال السيد عرعار بأن "الدولة بحاجة إلى تعزيز المنظومة الاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بتشجيع التنسيق مع الهيآت الناشطة في مجال الطفولة ومرافقة الأسرة وتكوين المزيد من المؤطرين لتغطية العجز الحالي ".