تصوير- مكتب قسنطينة إنجاز نفق أرضي يودي بتحفة معمارية باشرت الجرافات العملاقة عملية ابتلاع جزء من الحديقة الخلفية من جامع الأمير عبد القادر بقسنطينة - الذي هو أكبر مساجد الشرق الجزائري على الإطلاق - ومن المقرر أن يتواصل التهديم إلى غاية إزالة الواجهة الجميلة لجامعة الأمير عبد القادر الإسلامية التي تضم محلات خاصة في منتهى الجمال، يؤمها طلبة الجامعة الإسلامية، إضافة إلى محلات لشركات وطنية... إضافة إلى كونها كانت ضمن الهندسة الجميلة للجامعة، وهي أحسن واجهات الجامعة الإسلامية على الإطلاق، لكن مشروع الترامواي الذي باشرت إنجازه شركة إيطالية تطلب الآن التضحية بأحد أجنحة أهم معلم في قسنطينة الذي جاوز عمره الآن ربع قرن.. ويرجع هذا التهديم الذي آلم الكثيرين _ وهو شر لا بد منه _ إلى خطأ فادح ارتكبه مسؤولو قسنطينة عندما أنجزوا نفقا تم تدشينه منذ أربع سنوات من طرف رئيس الجمهورية من أجل فك الخناق على أحد أهم مداخل قلب المدينة الذي كلّف مالا يقل عن المائة مليار سنتيم، رغم أن الدراسة الفرنسية الخاصة بخط الترامواي الذي رٌسم له طريق في مكان النفق التي كلفت ضعف رقم إنجاز النفق، والتي قدمت كاملة ووافية للمسئولين تم تسليمها ثلاث سنوات كاملة قبل إنجاز هذا النفق الجميل والفعّال من مؤسسة كوسيدار ولكنه أنجاز من دون أخذ مشروع الترامواي الكبير بعين الاعتبار، وكأن المشروعين لا علاقة بينهما.. كل الاقتراحات التي تم طرحها لأجل تفادي الحرج التقني والأخطاء المهولة للمسئولين كانت صعبة التحقيق ومستحيلة ومنها ردم النفق نهائيا وإزالته من الوجود وهو مالا يمكن فعله خاصة أن رئيس الجمهورية هو من دشنه وتلقى توضيحات حول جدواه وقيمته المالية، أو تمديد النفق مسافات أطول وهو مشروع مكلف جدا ماليا وزمنيا، كما أنه سيشل حركة المرور نهائيا في قسنطينة على المدار الزمني للإنجاز، ولم يبق سوى اقتراح تهديم هذه الواجهة الجميلة وقلع النخيل الذي يزين جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية وابتلاع جزء كبير من الحديقة الخلفية الجميلة أيضا لجامع الأمير عبد القادر من أجل خلق ممر لخط ترامواي المدينة المتعثر بسبب أخطاء تقنية وتخطيطية كثيرة، على أمل أن يدشن الترامواي بعد سنتين من الآن، طبعا إذا تمكن من تجاوز حواجز أخرى كثيرة مازالت تعترض طريقه