حذّر وزير الشؤون الدينية والأوقاف الحجاج من الاستماع إلى من يدعون في البقاع المقدسة إلى مخالفة المرجعية الوطنية والمذهب المالكي، داعيا إياهم إلى عدم الأخذ من الكتب والمطويات التي تعطى لهم وتركها هناك، وألحّ على الأئمة المرافقين والمرشدات بضرورة تكوين شبكة لحماية حجاج الجزائر. دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله أعضاء البعثة الجزائرية المكلفين بالإرشاد الديني في اجتماعهم التنظيمي أمس بدار الإمام قبيل السفر إلى البقاع المقدسة إلى الحرص وتحاشي الجدال مع من يخالفون المذهب المالكي "لحماية الحجاج"، حيث أكد على ضرورة تلقين الحجاج واجبات الحج والصبر والإثار كي لا يشتغلوا بما يفسد دينهم "علموا الحاج أن يتأدب ويقدم غيره ويسمح في شيء من حقه للآخرين". وفي إشارة إلى الإرشاد الديني الذي تقوم به وزارة الحج السعودية لجميع حجاج العالم والفتوى التي يتبادلها الحجاج من مختلف الأقطار والمذاهب، قال غلام الله "هؤلاء يستعملون النساء ليبثوا أفكارا أخرى وسط الحجاج خاصة في منى وعرفات لكن المرشدات تصدين لمثل هذه الأفعال ومنعن الوسوسة عن الحاجات"، معتبرا "اتصال الحاج الجزائري بغيره ضرورة لكن التأثر بهم لا يجب أن يكون"، ودعا الحجاج إلى "الاستماع لأئمتهم وليس لما يسمع مرة في العمر لأنه ليس كل ما يقال صحيحا"، كما حذّر من إحضار الكتب والمطويات التي تسلم للحجاج هناك "اتركوا الوثائق والمطويات هناك ولا تحملونها معكم"، مشبها الأمر بالمهاجرين الجزائريين الذين يحمّلون كتبا ووثائق عند قدومهم للجزائر عبر الطائرات والبواخر من قبل المنصّرين. من جهته ألّح مدير الإرشاد الديني والتعليم القرآني بالوزارة الدكتور محمد عيسى في رسالته للأئمة الموافقين للبعثة الجزائرية على أن الحجاج يتأثرون بالهوائيات والمطويات وقليلي الفقه، مؤكدا ضرورة تبليغ ما هو ميسر في فقه الحج للحجيج مثل "إحرام الجزائريين من جدة هو اجتهاد" قبل أن يغوص عميقا في المسائل التي وجد لها الاجتهاد مخارج وتيسيرا وفقا لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، لكن الفتاوى المستوردة تحرمها وتجعل كل شيء صعبا "لو لم يكن التيسير والاختلاف بين العلماء رحمة من الله لما وسعت البقاع المقدسة 4 ملايين حاج ولوقعت كارثة إنسانية حقيقية".