القافلة اسمها "طريق للأمل" وتضم 67 ناشطا دوليا للدفاع عن غزة منسق القافلة للشروق: "بوتفليقة منحنا الموافقة لعبور الحدود ونأمل أن يحذو بقية القادة حذوه" تمكنت مساء أمس، في حدود الساعة الرابعة بعد الزوال، أزيد من 12 شاحنة صغيرة مليئة بالمساعدات لقطاع غزة، من دخول الأراضي الجزائرية عبر الحدود مع المغرب، في ثاني عملية يتم بموجبها فتح الحدود البرية بين الدولتين، ولو بصورة مؤقتة، بعد تلك التي تمت شهر فيفري من السنة الفارطة، حين عبرت قافلة شريان الحياة الرابعة. * وعلمت الشروق اليومي، أن 17 شاحنة وسيارة أخرى، تكون قد التحقت بالقافلة في ساعة متأخرة من ليلة أمس، ليكون مجموع سيارات وشاحنات هذه القافلة المسماة طريق الأمل الإنسانية الدولية، هو 29 مركبة، تحمل على متنها أزيد من نصف مليون طن من المساعدات الغذائية والأدوية، قامت بتسييرها جمعية، بريسطول غزة لينك، الموجود مقرها في بريطانيا. * وقال منسق هذه القافلة، السيد محمد الحداد، في حديث للشروق اليومي، لدى دخوله الأراضي الجزائرية مباشرة، أن "هذه القافلة لا علاقة لها بالسياسيين أو بالمتحزبين، وهي تضم 67 ناشطا دوليا، من جنسيات مختلفة، ينتمون إلى 30 دولة، من العرب والأوربيين، علما أن رحلة هؤلاء انطلقت بتاريخ العاشر من أكتوبر الجاري، أي 10 . 10 . 2010، وهو تاريخ رمزي، لتتحرك نحو فرنسا ثم إسبانيا، فالمغرب، والآن بالجزائر"، واستطرد السيد الحداد قائلا إن "هذه القافلة لا علاقة لها كذلك، لا من قريب أو بعيد، بأي تيار سياسي، كما أنها لا تنتمي إلى تلك القوافل التي تحركها هيئة "فيفا فلسطين" للنائب البريطاني جورج غالاوي، أو لشريان الحياة"، "بل هي قافلة، إنسانية غير مسيّسة ولا متحزبة"، مثلما يقول السيد الحداد، قبل أن يضيف أنه "لم يختر هذا التوقيت مصادفة، كما لم يتعمد أن توازي قافلته في تاريخها، تلك الموجودة الآن في اللاذقية، بل إن قافلة طريق للأمل، تم التخطيط لها من فترة طويلة، وهي لديها العديد من المشاريع المقبلة، أهمها قافلة القدس 5". * * وتوقع السيد الحداد، أن تتمكن القافلة من الوصول إلى غزة، بتاريخ 24 أكتوبر الجاري، ما لم تعترضها العراقيل السياسية، أو غيرها من الأعطاب التقنية والميكانيكية، مشيرا في هذا الصدد، أن القيادة السياسية، للجزائر، أعطت القافلة الضوء الأخضر للعبور، بسهولة، ونسقت بطريقة جيدة ومناسبة مع السلطات المغربية، مبينا في السياق شكره للرئيس بوتفليقة الذي "لم نستغرب موقفه الداعم لقضايا فلسطين، ولأهلنا المحاصرين في غزة، كما نأمل، يقول السيد الحداد، أن يحذو بقية القادة السياسيين في تونس وليبيا ومصر، حذو الرئيس بوتفليقة، وأيضا السلطات المغربية وإسبانياوفرنسا، وهي كلها المناطق والبلدان التي عبرناها بسهولة، وتمكنا فيها من جمع العديد من المساعدات". * * المركبات، تضم إلى جانب المؤونة والأدوية، بعض الهدايا للأطفال والحقائب المدرسية، وقد راعينا، يقول محمد الحداد للشروق دوما، ما يحتاجه الفلسطينيون المحاصرون في غزة، آملين، أن تسد هذه المساعدات البالغ وزنها نصف مليون طن، جزء ولو يسيرا من تلك الاحتياجات الضخمة لسكان القطاع". * محمد الحداد توقع أن تبقى مركبات القافلة لمدة يومين ونصف يوم في الجزائر، مشيرا، أن ذلك مرهون بالاستعداد النفسي والبدني للمتضامنين الدوليين، المتحمسين للوصول إلى غزة، ناهيك عن سلامة المركبات، وقدرتها على التحرك، مشيرا، أن الهيئة المسيرة لهذه القافلة، لم تعتمد في تحركها بالجزائر على أي جهة سياسية أو حزبية أو حكومية، ولكن، أبوابنا مفتوحة لكل المساعدات، علما أن مصادر موثوقة قالت للشروق، إن جمعية ابن باز الإسلامية الخيرية، قدمت مساعدات للقافلة حين وصولها إلى الجزائر، كما أن الجهات الأمنية، وتحديدا الدرك الوطني، قدموا كل التسهيلات الممكنة للأعضاء الوافدين من لندن، ومختلف دول أوروبا، وهو ما يؤكد، حصول هذه القافلة على الضوء الأخضر من أعلى الجهات في الدولة. * * للإشارة، فإن قافلة شريان الحياة 5، كانت قد طلبت إذنا بالتحرك البري عبر الحدود، لكن غموضا ما، أحاط بذلك الطلب وجعله معلقا، حيث خابت التوقعات في تسيير قافلة برية، بتاريخ 30 سبتمبر الفارط، وتم تعويضه بخط جوي، إلى اللاذقية السورية، ثم إلى ميناء العريش حسبما هو مخطط له، في الوقت الذي علمت فيه الشروق أن قافلة طريق للأمل الإنسانية الدولية، كان من المزمع أن تنقل هذه المساعدات عبر خط بحري من برشلونة إلى طرابلس، ثم العريشفغزة، لكن الضوء الأخضر الذي حصلت عليه من المغرب والجزائر، زيادة على صعوبة الإبحار، جعل المنظمين يلجؤون في نهاية المطاف إلى اختيار القافلة البرية.