بوش ذهب إلى تخيّل ما كان "يمكن لصدام حسين القيام به" لو كان قد استفاد من الارتفاع الكبير في أسعار النفط الذي تحقق بعد خمس سنوات من غزو واحتلال العراق! * أحداث فاصلة في تاريخ المنطقة العربية تعامل معها بوش بكل سطحية ومن دون الدخول في أية تفاصيل أو الكشف عن الأسباب الحقيقية للقرارات التي اتخذها. تحدث عن عدم ثقته في الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، وكيف أنه أثار استياء قادة كثيرين أوروبيين وعرب عندما طالب بانتخاب قيادة جديدة تمثلت في الرئيس الحالي محمود عباس. وتناول بوش وفاة عرفات في كلمات قليلة فقط، ومن دون الحديث عن أية تفاصيل تتعلق بالجدل حول دور رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ارييل شارون وسعيه للحصول على موافقة بوش لاغتيال عرفات. كما لم يشر من قريب أو بعيد إلى خطاب الضمانات الشهير الذي قدمه لشارون الذي تحدث عنه بحب بالغ والذي أكد له الحق في الاحتفاظ بالمستوطنات المأهولة في الضفة الغربية وعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين. وكان هذا الخطاب قد أغضب كثيرا الرئيس المصري حسني مبارك، حيث إن بوش قدمه لشارون بعد يوم واحد فقط من لقاء بين الرئيسين في مزرعة بوش في العام 2004، وقاطع مبارك زيارة واشنطن منذ ذلك الحين واعتبر أنه تعرض لخديعة. * لكن بوش، وفي معرض ما ساقه من دلائل للتأكيد على سيل المعلومات التي تلقاها حول مخزون صدام حسين من أسلحة الدمار الشامل، قال إن »الرئيس المصري حسني مبارك أطلع الجنرال تومي فرانكس على أن العراق لديه أسلحة بيولوجية وأنه سيقوم باستخدامها ضد قواتنا بكل تأكيد (قبل غزو العام 2003). ورفض مبارك التصريح بذلك الاتهام علنا خشية إثارة الشارع العربي. ولكن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها من قائد في منطقة الشرق الأوسط يعرف صدام جيدا كان لها تأثير على تفكيري. وكما كانت هناك مخاطر ترتبط بالقيام بتحرك، فإن عدم القيام بتحرك كان أيضا ينطوي على مخاطر: فامتلاك صدام لأسلحة بيولوجية كان يمثل تهديدا خطيرا لنا جميعا".