اعتصم نحو 50 من علماء السنة والشيعة بالضاحية الجنوبية في بيروت الثلاثاء 15-8-2006 تضامنًا مع المقاومة اللبنانية، ومعلنين في الوقت ذاته رفضهم القاطع لنزع سلاحها وإصرارهم على رفض أي فتنة أو اقتتال داخلي. شروق أون لاين/وكالات واجتمع العلماء بمبنى كلية الدعوة الإسلامية ببيروت، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى مركز الأمانة العامة ل"تجمع علماء المسلمين" الذي يضم علماء سنة وشيعة.. ثم وقفوا صفوفًا رافعين لافتات كتب على بعضها عبارات تضامنية مع المقاومة، من بينها: (سلاح المقاومة أمانة وضمانة)، و(بالوحدة كان الانتصار.. بالوحدة نحافظ عليه) ثم انطلقوا إلى الضاحية الجنوبية. وقال مراسل موقع "إسلام أون لاين.نت": إن العلماء وقفوا على ركام قناة المنار الناطقة باسم حزب الله، وتجولوا بداخل الضاحية وأخذوا يشدون من أزر سكانها الذين بقوا بها رغم القصف أو الذين بدءوا العودة إليها مع بدء سريان الهدنة أمس بين إسرائيل وحزب الله. وقال الشيخ السيد حسان عبد الله منسق "تجمع علماء المسلمين" في كلمة ألقاها أمام الحشد الذي شارك في الاعتصام: "هذا التجمع يضم علماء سنة وشيعة من طرابلس وعكاز وبيروت وجبل لبنان والجنوب؛ لنقول للمقاومة وزعيمها (حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله) نحن معكم وسلاحكم سلاحنا". وأضاف: "لا تستطيع أي قوة في العالم نزع السلاح منا؛ لأنه سلاح عزتنا وكرامتنا ولا يستطيع أحد أن ينفذ ما فشل (الرئيس الأمريكي جورج) بوش و(رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود) أولمرت تنفيذه"، داعيًا الشعوب العربية والإسلامية للنهوض حتى يتغير الواقع العربي والإسلامي إلى الأفضل. "سلاح الأمة" من جهته أكد الشيخ بلال شعبان أمين "حركة التوحيد الإسلامية" السنية أنه لا يحق الحديث عن نزع سلاح المقاومة قائلاً: "ليعلم الجميع أن حتى المقاومة الإسلامية ولا حزب الله لهم الحق أن يتحدثوا عن نزع السلاح؛ لأنه الآن لم يَعُد سلاح الحزب أو لبنان إنما سلاح أمة، ومثل هذا القرار تتخذه الأمة". ومضى يقول: "على الجميع أن يتحول إلى المقاومة، وليكن هناك مقاومة في الجولان والأردن وفي مصر، وليكن هناك مشروع ممتد للمقاومة بعد أن فشلت منظومة الذل العربي.. فليدافع عنا سلاح الشعب الأبي المقاوم ويدًا بيد نصنع الانتصار. بالأمس كنا عند حولا ومرجعين.. وقريبًا.. قريبًا يا أولمرت نكون على أبواب القدس". أما الدكتور عبد الناصر الجابري عميد كلية الدعوة الإسلامية ببيروت فأكد على وحدة اللبنانيين قائلاً: "اللبنانيون يد واحدة على عدوهم الحقيقي إسرائيل وأمريكا". وأضاف: "نقول للطابور الخامس الذي يتكلم عن نزع سلاح المقاومة (في إشارة إلى القوى اللبنانية المطالبة بنزع سلاح حزب الله) إن المقاومة لا تقدم سلاحها لأحد، فهي لا تريد لبنان جنين أخرى أو غزة أخرى حتى تقتلنا إسرائيل ونحن لا نستطيع أن ندافع عن أنفسنا إلا بأجسادنا". ضد الفتنة وأشار مراسل "إسلام أون لاين.نت" إلى أن كلمات علماء السنة والشيعة توالت مؤكدة على المضي يدًا واحدة ضد "المخططات الصهيونية" لنزع سلاح المقاومة وإحداث فتنة داخلية بلبنان. وفي هذا الصدد قال الشيخ محمود نعمان: "إنها حضارة حمالة الحطب (في إشارة لإسرائيل) جاءت إلى لبنان لتضرب الحضارة والوحدة الإسلامية والوطنية". وتابع يقول: "راهنوا على الاقتتال الداخلي، ولكننا موحدون.. كلمتنا واحدة وربنا واحد وقرآننا واحد ونبينا واحد وقبلتنا واحدة وعدونا واحد. إنهم قتلة الأنبياء والمرسلين ليس لهم منا إلا الحديد والنار والمقاومة إلى قيام الساعة...". ووجّه نعمان كلمة للمقاومة قال فيها: "إننا معكم.. صامدون معكم ضد هذا العدوان البربري والتدميري لمستقبلنا وأطفالنا". وأكمل السيد سامي الخضرا ما بدأه نعمان قائلاً: "إسرائيل فشلت في إحداث الفرقة في لبنان"، مشيرًا إلى أن "الأمة الإسلامية أمة واحدة، وأن الله تعالى أمرها بتوحيد الكلمة في مواجهة أعداء الإسلام والمسلمين". كما وجه انتقادًا للغرب الذي ترك لبنان يرزح تحت العدوان الإسرائيلي قائلاً: "عليكم أن تخجلوا من الكلام عن حقوق الإنسان أو حقوق المرأة أو حقوق الطفل والمعوقين". وبعد جولة استمرت قرابة ساعة بالضاحية الجنوبية، عاد العلماء إلى كلية الدعوة الإسلامية ببيروت، ثم انتقلوا عائدين إلى مناطقهم بعد أن تركوا رسالة أكدوا خلالها وجهة نظرهم الشرعية الداعية إلى ضرورة "وقوف علماء السنة والشيعة صفًّا واحدًا ضد أعدائهم".