احتدم النقاش بين الجزائريين حول محتوى خطاب الرئيس بوتفليقة للأمة الجمعة ، حيث تحولت شبكة الإنترنت وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، بمجرد انتهاء بثه عبر التلفزيون، إلى ساحة جدل حاد انقسمت فيها الآراء وتعارضت متراوحة بين الاستحسان ، والترحيب المشروط المشوب بالحذر، وقلة التفاؤل. * وانطلق سيل التعليقات بمجرد اختتام الرئيس لكلمته، وتهاطلت على موقع "الشروق أون لاين" وصفحته على "فايسبوك" مئات التعليقات المتفاعلة مع الخطاب إن بالإيجاب أو السلب، ففي الوقت الذي تلقت فيه أعداد كبيرة من المعلقين محتواه باستحسان وتفاؤل بالغين، مثمنة النقاط الإصلاحية المشار إليها مع تشجيع الرئيس على المضي قدما فيها، والدعوة له كذلك بالتوفيق وطول العمر، اعتبرت أخرى أنه لم يرتق إلى مستوى تطلعات الجزائريين في الإصلاح، على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وحتى السياسي الذي اعتبروا إشارة الرئيس إليه كمطلب شعبي واعترافه بضرورته، اعترافا ضمنيا أيضا بأن الجزائر تشهد أزمة سياسية، وهي الأزمة التي درج على نفيها واختزالها في بعد مطلبي اجتماعي واقتصادي أقطاب التحالف الرئاسي، خاصة أحمد أويحي وعبد العزيز بلخادم، في المدة الأخيرة، خلال خرجاتهما الإعلامية عبر التلفزيون والتصريحات الصحفية، ما أدخل هذين الأخيرين تحت طائلة قصف المعلقين، على خلفية ذلك، متسائلين عن طبيعة الدور الذي يلعبانه، وحقيقة ومدى قربهما الفعلي من رئيس الجمهورية و أروقة صنع القرار في النظام. وعن سؤال طرحته صفحة الشروق أون لاين على فايسبوك على جمهورها حول رأيهم في محتوى خطاب الرئيس بوتفليقة للأمة، وموقفهم من حزمة الإصلاحات التي أعلنها، مضى بعض المعلقين إلى أن العبرة ليست بكم القوانين التي تعدل أو تصدر، فالقوانين الجزائرية حسبهم مثالية جدا في ديمقراطيتها، لكن عيبها يبقى في أنها لا تطبق ولا تدخل واقع الممارسة السياسية الفعلية، إضافة إلى أن المُفترض فيهم تطبيقها غير ديمقراطيين وبينهم من الفاسدين والفاشلين من لا يؤمنون بها حتى، إنما العبرة بتنفيذها على الأرض، وفي هذا الصدد مضي معلق غير متفائل سمى نفسه "كريم كريم" إلى القول: "عن أي إصلاحات تكلم السيد الرئيس؟ كل ما قاله موجود في الدستور، لذلك هو لم يأت بجديد، أما نحن فنريد أفعالا لا أقوالا لأننا هرمنا من الخطابات المنطلقة منذ1962". في حين مضى عديد المعلقين الآخرين إلى دعوة الله للرئيس بالتوفق والسداد وطول العمر والتعبير عن ثقتهم فيه وفي نواياه في الإصلاح ومحاربة الفساد الذي هاجمه منذ مجيئه إلى الرئاسة، غير أن مقاومة مساعيه، حسبهم، تأتي من النافذين في الحكم وأصحاب المصالح، حيث ربطوا نجاح ذلك بالذين سيشرفون على تطبيقها من مسؤولين، داعين إياه إلى تغيير حكومي، وكذلك تغيير جذري، وإن كان تدريجيا، في الرجال الذين يعتمد عليهم ويعملون على وضع سياساته موضع التنفيذ، وفي شأن التخوف من هؤلاء، قال معلق حمل اسم "فيصل عمري" : "ربي يشفي الرئيس ويعطيه صحته، وإن شاء الله يؤسس لتسليم المشعل لمن يخاف ربي في البلاد والعباد".