قرر العديد من المصنعين الاستفادة من الحرب الجوية التي تشنها طائرات حلف الأطلسي للإطاحة بالزعيم الليبي، معمر القذافي، وكذلك معرض الطيران في " لو بورجيه" بفرنسا، لتسويق طائراتهم ومعداتهم العسكرية بمختلف أنواعها التي أبلت بلاء حسنا في إصابة الأهداف الليبية. . * o وكان لشركات الأسلحة الأوروبية النصيب الأكبر من أجنحة المعرض مثل أنظمة "بي أ أو" البريطانية، وشركة الدفاع الجوي والفضاء الأوروبية وشركة "فينميكانيكا" الإيطالية، إلا أن هذا لم يمنع حضور شركات أمريكية مثل "لوكهيد مارتن" و"بوينغ" و"رايثيون". o ومن المعروف أن أبرز الطائرات المقاتلة الأوروبية التي هيمنت على العروض الجوية في معرض "لو بورجيه" لعدة سنوات، تحلق الآن في سماء ليبيا، مثل "تايفون" الأوروبية و"رافال" الفرنسية و"غريبن" السويدية، وأداؤهم ستكون له آثار كبيرة على مبيعات هذه الشركات. o وعلى سبيل المثال، الهند ستبت في قرار شراء مقاتلات "يوروفايتر" و"رافال" من خلال مراقبة المسؤولين الهنود للصراع في ليبيا، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، التي أكدت أن المصنعين يستغلون المعرض للحديث عن أداء منتجاتهم في ليببا، وبالتالي كسب المزيد من الزبائن. o ويقول رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "داسو" للطيران، تشارلز إدلستين، إن "الكل يراقب ما يجري في ليبيا"، مبديا إعجابه بمدى دقة طائرات "رافال". o ورغم أن الطائرات المقاتلة الجديدة أبرز الأسلحة التي تجلب الاهتمام، سواء في المعرض أو في ساحة المعركة، إلا أن العديد من الأسلحة القديمة أثبتت أنها مفيدة في المعركة، حيث يقوم بعضها بوظائف عجزت الطائرات الحديثة عن القيام بها. فقد دخلت طائرات الهليكوبتر "أباتشي" الأمريكية و"تايغر" الأوروبية في الآونة الأخيرة إلى النزاع الليبي، كونها تستطيع الاقتراب من الأهداف الأرضية بشكل أكبر من الطائرات الأكثر سرعة. o وتلعب العديد من الصواريخ والطائرات بدون طيار والأنظمة الإلكترونية المعروضة في "لو بورجيه" دورا مهما في ليبيا، حيث تساعد هذه المعدات قوات حلف شمال الأطلسي على التمييز بين كتائب القذافي والثوار الليبيين الذين يتقاتلون على مسافة قريبة. o وقد عادت المعركة الليبية بالفائدة على مشتري الأسلحة الأوروبية الذين يركزون كثيرا على عقد صفقات لشراء طائرات مقاتلة، لكنهم يبدون تحفظهم على شراء نظم جمع المعلومات الاستخبارية والقتالية التي ما زالت متخلفة مقارنة بنظيرتها الأمريكية. o ويشير خبير الصناعات العسكرية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، دوغلاس باري، إلى أن "واحدا من الدروس المستفادة من حرب ليبيا، هو أن الأوروبيين بحاجة إلى سد الفجوة في قدرات الأنظمة الاستخباراتية والتجسسية بأسرع وقت ممكن". o وتحاول شركات الأسلحة الأوروبية إقناع زبائنها بشراء الطائرات الجوية بدون طيار، لكن تفوق الولاياتالمتحدة في هذا المجال صعب عليهم المهمة. ويبدو أن معركة ليبيا يمكن أن تحدث تغييرا، حيث أعلنت بريطانيا وفرنسا عن خطط لتطوير مشترك لطائرة بدون طيار تدعى "تليموس". وقد يعتمد هذان البلدان، اللذان يستحوذان معا على أكثر من نصف الإنفاق العسكري الأوروبي، على شركتي "بي ايه اي سيستمز" و"داسو" للطيران لتطوير الطائرة. o ولا يقتصر الترويج الأوروبي للأسلحة على المقاتلات، بل طال الصواريخ الطويلة والمتوسطة المدى التي استخدمها الأوروبيون لضرب أهداف في ليبيا، فصواريخ "بريمستون" تتميز بأنها فائقة الدقة وقد استخدمت لتدمير أهداف صغيرة في ليبيا دون أن تسبب أضرارا أو وفيات بالمكان المحيط بالهدف. وأكد مسؤول كبير في الطيران الملكي البريطاني أن وزارتي الدفاع الفرنسية والأمريكية قد أعربتا عن رغبتهما في اقتناء هذا النوع من الصواريخ، إلا أن تحقيقها المزيد من النجاح في ليبيا سيزيد عدد الطلبيات المؤكدة.