السلفيون يدعمون النهضة والجالية التونسية بالجزائر تصوت لصالحها أجمع ممثلو شرائح اجتماعية مختلفة بأهم شوارع وساحات تونس العاصمة أمس أن حركة النهضة تتوجه لفوز كاسح في الانتخابات، لأنها تحظى بدعم ومساندة غالبية الناخبين في تونس، ومنهم من يجزم بأن نسبة فوزها في هذا الاستحقاق الوطني ستفوق 50 بالمائة مما يسمح لها باختيار رئيس للبلاد خلال الفترة الانتقالية التي لم تتحدد معالمها الرئيسية إلى حد اليوم، بينما يذهب آخرون إلى حد الجزم أن التونسيين لن يسمحوا لإسلاميين وأصوليين بحكم البلاد بعد أن نجحوا في الإطاحة بالعهد الديكتاتوي، ويقف فريق ثالث في موقع الوسط ويؤكد أن متابعة مجريات سير العملية الانتخابية يعطي الانطباع أن حركة النهضة قادرة على احتلال المرتبة الأولى بنسبة فوز تقترب من 40 في المائة، وهذا ما يجبرها إلى إحداث نوع من التحالفات مع عدد من الأحزاب التونسية الأخرى التمثيلية. * وقد صوت السلفيون لصالح حركة النهضة حسب ما علمته الشروق من مصدر بقيادة الحركة، فيما خاض القيادي السابق في الحركة عبد الفتاح مورو المعركة الانتخابية بشكل مستقل عن الحركة من خلال قوائم مستقلة ستكون قاعدة لتأسيس حزب جديد. * وقال الرئيس الانتقالي فؤاد لمبزع انه سيسلم مقاليد الأمور لمن يختاره أعضاء المجلس الوطني التأسيسي المنتخب رئيسا جديدا للجمهورية فور مباشرة المجلس لمهامه الدستورية وإكمال الجوانب الاجرائية. ولم يستبعد لمبزع في كلمة مقتضبة توجه بها يوم أمس للشعب التونسي أن تسفر نتائج انتخاب المجلس التأسيسي عما أسماها بالمفاجأة السياسية، باعتبارها أول انتخابات ديمقراطية وتعددية في تاريخ البلاد. وقال إن تونس التي لم تتورط أبدا في لعبة المحاور الدولية في علاقاتها الخارجية ستظل دوما وفية لمنهجها الوسطي المبني على قيم التسامح والاعتدال بعيدا عن كل أشكال التطرف يمينا وشمالا - على حد تعبيره. * وعن مستقبل العلاقات المغاربية في ظل هذه الأحداث الأخيرة التي ميزت المنطقة في الآونة الأخيرة، قال رئيس تونس الانتقالي ان المغرب العربي اليوم أمام امتحان الصحراء الغربية، متمنيا ايجاد صيغة تؤدي الى تسوية هذا الملف تقبل بها جميع الأطراف. * وكانت المراكز الانتخابية في كافة الدوائر التونسية قد فتحت يوم أمس الأحد أبوابها على الساعة السابعة صباحا لاستقبال أكثر من 04 ملايين ناخب تونسي لاختيار 217 عضو بالمجلس الوطني التأسيسي من ضمن 11686 مرشح موزعين على 828 قائمة حزبية و655 أخرى مستقلة بالاضافة إلى 34 قائمة ائتلافية. * وفي جولة قادت الشروق إلى عدد من المراكز الانتخابية بمناطق باردو والمنار وحلق الوادي والمرسى على مقربة من العاصمة التونسية، لاحظنا الإقبال الغفير للمواطنين الذين قصدوا هذه المراكز منذ الساعات الأولى من الصباح في ظل أجواء ميزها الانضباط والهدوء. وعبر عدد من الناخبين وممثلي القوائم المشاركة وعدد من الملاحظين عن يقينهم بأن هذا الإقبال المكثف على صناديق الانتخاب وفي حالة استمراره إلى غاية الساعة السابعة مساء موعد انتهاء العملية سيعمل على رفع نسبة المشاركة الى أرقام قياسية قدرها البعض بأكثر من 70 في المائة. * ولعل ما يلفت الانتباه في السير العام لهذه العملية الانتخابية في تونس هذه المرة هو خروج وزارة الداخلية لأول مرة من دائرة الإشراف ليقتصر دورها فقط إلى جانب قوات الجيش والشرطة على تأمين الجوانب الأمنية وتهيئة الظروف الملائمة لضمان حسن سير الانتخابات، وانتقال هذه العملية بكل مراحلها إلى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والتي وفرت لها الدولة كل الوسائل المادية واللوجستية وتمتعها بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي والإداري، كما خصصت لها اعتمادات وتسهيلات بما يساعدها على القيام بمهامها التي تنتهي مباشرة بالإعلان عن النتائج النهائية.