قرابة 130 جزائري إعتنقوا المسيحية خلال السنة الماضية أصبحت الجزائر من أكثر الدول استهدافا من قبل جمعيات التبشير المسيحية، وهي موضوعة ضمن قائمة العشر دول التي تركز عليها الكنائس الأمريكية في نشاطها لنشر الإنجيل في العالم الإسلامي. وقد كشف جازون ماندريك، أحد أقطاب جماعات التبشير في الغرب وعلى رأسه الولاياتالمتحدة وصاحب كتاب "العالم للمسيح" الصادر سبتمبر الفارط، خلال محاضرة ألقاها يوم الأحد في كوالا لامبور، بأن الجزائر، المغرب، باكستان، الهند، أفغانستان، تايلاند، الصين، إندونيسيا، إيران وبنغلادش من أهم الدول التي ينبغي على جماعات التبشير أن تستهدفها لرفع عدد المسيحيين فيها المقدر حاليا (أي في هذه البلدان)، كما قال، بحوالي 100 مليون مسيحي. وفي حديثه عن كتابه خلال تجمع لقياديي "لجنة لوزان الدولية للتبشير" بالعاصمة الماليزية، قال ماندريك بأن النصرانية "شهدت انتشارا متميزا" منذ سنة 2002 في العالم الثالث على حساب الدول الغربية المتقدمة، معتبرا إفريقيا وآسيا مركزي الجاذبية للمسيحية. وشدد القسيس ماندريك على ضرورة دعم الكنائس والجمعيات والأندية التنصيرية المنتشرة في هذه الدول العشر، لاسيما المسلمة منها، مشيرا إلى أن واحدا من أصل 40 مبشرا في العالم ينشطون في هذه الدول، كما اعتبر أيضا بأن عددهم ضئيل مقارنة مع عدد السكان؛ إذ أن في بعضها ينشط مبشر واحد لكل مليون شخص. وحسب الإحصائيات التي قدمها، فقد بلغ عدد الذين اعتنقوا المسيحية خلال السنة المنصرمة في هذه الدول 11000 من بينهم 127 جزائري ضاربا مثالا عن جزائرية التحقت مؤخرا بقناة إذاعة المسيح الدولية ومقرها موناكو. وقد عرض إحصائياته، التي يستحيل تأكيدها رسميا، حسب اللغة التي تم بفضلها نشر "كلمة المسيح" في الدول العشر سواء الفرنسية أو الإنجليزية أو غيرها من اللغات. وبخصوص الجزائر والمغرب نبه ماندريك بأن سلطات هذين البلدين تعتبر الاتصال بأهالي البربر من الأمازيغ والشاوية والشلوح في الأطلس المغربي عملا تخريبيا، ناصحا أيضا الفرق التبشيرية بتوخي الحذر. وأضاف ماندريك بأنه مع "تراجع الإيمان بالمسيحية في أوروبا لحساب العلمانية" ينبغي على الجمعيات العالمية والمنظمات التبشيرية الأمريكية خاصة أن تعتمد على المسيحيين في الدول الإفريقية وعلى رأسها نيجيريا ودول الساحل للقيام بحملات التنصير في الدول الإسلامية. ويذكر أن السلطات الجزائرية قررت نهاية شهر جوان الماضي طرد أربعة طلبة أفارقة يدرسون في الجزائر بسبب قيامهم بنشاطات تبشيرية سريا شهر مارس 2006 بمدينة تيزي وزو. وأدى قرار السلطات الجزائرية إلى نشوب حملة مساندة كانت وراءها منظمة "اوبن دورز" (الأبواب المفتوحة) الأمريكية، وهي جمعية مقرها بسانتا انا بكاليفورنيا ومقربة من الإدارة الأمريكية. ومعلوم أن الجزائر سنت قانونا، دخل حيز التطبيق شهر سبتمبر، يحظر الممارسات الدينية غير الإسلامية خارج إطارها الرسمي. ويتعرض كل من يقوم بنشاط، بأي شكل من الأشكال، الهدف منه زعزعة عقيدة المسلمين إلى السجن من سنتين إلى خمس، فضلا عن الغرامات المالية التي قد تصل إلى مليون دينار جزائري. وقد جاء هذا القانون بعد الشكاوى التي رفعها المواطنون للسلطات عن وجود عدد كبير من المبشرين ينشطون في الجزائر بطريقة غير شرعية. هذا وقال القسيس ماندريك بأن التبشير من النشاطات الأكثر انتشارا في العالم منذ سنة 2002، مما رفع عدد المتنصرين إلى ضعف عدد المسلمين في العالم. ويعود الفضل في ذلك إلى الإمكانيات التي سخرتها جماعات التبشير لا سيما المنظمات النصرانية الأمريكية أول دولة في العالم في مجال التبشير. واستطرد بأنه بفضل هذا الدعم شهدت عدة دول من العالم الثالث كالبرازيل والصين وبنغلادش ونيجيريا تزايدا هائلا في عدد المسيحيين. وأضاف أن عدد الكنائس قد تضاعف في هذه الدول، مما سمح بإرسال المزيد من دفعات المبشرين إلى النصف الجنوبي من العالم. وأشار أيضا إلى انه لا يمكن بالتالي وصف المسيحية بأنها ديانة غربية، حيث أن ثلث سكان القارة الأوروبية لا يمكن اعتبارهم من المسيحيين فضلا عن أن أقلية منهم تقوم بعمل "تبليغ رسالة المسيح" الى باقي دول العالم. ولم تعد، كما قال، أوروبا مركز إشعاع للمسيحية ومرجعية كما كان الشأن في العصور الماضية، فقد انتقلت هذه القوة إلى الولاياتالمتحدة ومن بعدها إلى دول العالم الثالث. وقال ماندريك إن بعثات التبشير هي تابعة للكنسية البروتستانتية أو الأنجلكانية وحتى المستقلة. وأشار إلى أنها تستهدف في مهامها نشر المسيحية واستقطاب المزيد من المتنصرين في الدول العشر قبل كل شيء على الأطفال ما بين سن الرابعة والرابعة عشرة وعلى الوضعية الاقتصادية والاجتماعية لاستهداف الفئات الممكن إغراؤها وإقناعها باعتناق المسيحية. كما نصح المبشرين بالتركيز على القبائل الرحالة لا سيما في الصحراء الجزائرية فضلا عن اللاجئين. كما شدد على استهداف أفقر الناس وأشدهم بؤسا وكذا اليائسين منهم إضافة إلى الاقتراب إلى الأشخاص المصابين بداء الأيدز مع اعتماد استراتيجية للوصول أيضا الى الفئات المثقفة مع التركيز على النساء بمختلف مستوياتها. كمال منصاري