هي جريمة تهتز لها المشاعر وتقشعر لسماعها الأبدان، إقترفها المتهم (ز. ن) بمشاركة (أ. ب) في حق الضحية (ل. ح) بدون رحمة ولا شفقة، حيث قام القاتل بضرب ضحيته بالسكين ولم يكتف بذلك بل طعنه 54 طعنة تنكيلا به، ثم أضرم النار في الغرفة لطمس معالم الجريمة. لم يكن الضحية (ل. ح) يعلم أن مهنته ستكون السبب في موته وإزهاق روحه بأبشع الطرق ولعل القارئ يتساءل ماذا يعمل، إنه صحفي كان بصدد إجراء تحقيق حول الشواذ جنسيا في الجزائر، تعرّف على قاتله (ز. ن) عن طريق الأنترنت واتفقا على اللقاء بشقة الضحية في شارع حسيبة بن بوعلي يوم 23 مارس 2002، وفي ذلك اليوم اتصل القاتل (ز. ن) بصديقه (أ. ب) وأخبره بأنه سيعرّفه على صديق أين سيقضيان عنده السهرة، وفعلا تم اللقاء وذهبا إلى منزل (ل. ح) الذي لم يكن يعلم أنهما يكيدان له كيدا ويخطّطان لقتله بأبشع الطرق وفعلا تم ذلك، حيث طعناه بسكين وعندما أفلت منهما واتجه إلى الرواق لطلب النجدة لم يتركاه، وقام المتهم (ز. ن) بالتنكيل به ووجّه له 54 طعنة على مستوى الظهر ثم قيّده رفقة شريكه (أ. ب) وأدخلاه الغرفة وأضرما النار في السرير لطمس معالم الجريمة ولاذا بالفرار، مطمئنين على أنهما لن يُكشفا، ولما تلقّت مصالح الشرطة نداء من قاعة الإرسال مفاده نشوب حريق بشقة بشارع الإخوة بلعدور الجزائر، تنقلت برفقة عناصر الحماية المدنية التي أخمادت النيران وعُثر في الرواق على جثة الضحية (ل. ح) ملقى أرضا في بركة من الدم مطعونا في مناطق مختلفة من جسده، وبالقرب من غرفة النوم وجدت قارورة غاز بوتان مفتوحة. وتمثّلت التحريات الأولية بعد استنطاق أحد الشهود في تحديد ملامح القاتل وتم رسم صورة تقريبية له، على إثرها ألقي القبض على (أ. ب)، وبعد اعترافه صرّح بأن مقترف الجريمة هو (ز.ن). وقد أحيل المتهمان على محكمة الجنايات بتاريخ 23 مارس 2004 وحكم عليهما بالمؤبد لارتكابهما جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد، ثم طعنا في الحكم على مستوى المحكمة العليا وأحيلت القضية مجددا إلى محكمة الجنايات بسيدي امحمد بتاريخ 12 - 11 - 2006، وهناك طالب النائب العام بتسليط أقصى عقوبة في حقّهما وهي المؤبد والترصّد وأنه كانت لديهما دوافع لإزهاق روح إنسان عمدا، واستدلّ في مرافعته بقوله تعالى: »ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق« و»ومن قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا« ومن قام بهذا لا يستحق الرحمة والرأفة. وبعد مداولات هيئة المحلّفين والمستشارين، حكمت محكمة الجنايات -سيدي امحمد- على المتهم (ز. ن) بالسجن المؤبّد مدى الحياة لارتكابه جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، و20 سنة ل (أ. ب) لمشاركته في جناية. إلهام بوثلجي