بعد العملية التخريبية والإستعراضية، التي استهدفت الأسبوع الفارط، مشروعا لإنجاز وحدة لدرك الطرقات بالمكان المسمى "إسياخم أمدور" بضواحي واد عيسي والذي هدمه مندوبو العروش وبعض المتعاطفين معهم، عاد صبيحة أمس المقاول المكلف بالمشروع وباشر عملية تنصيب مقر لوحدة الدرك وكان ذلك تحت حراسة أمنية مشدّدة لعناصر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية وعناصر من الجيش الوطني الشعبي والذين لم تمنعهم الأمطار المتهاطلة طوال يوم أمس من حراسة العمال والذين سبق لهم وأن تعرضوا للضرب المبرح والشتم من طرف مندوبي العروش وبعض شباب قرية إسياخم امدور والذين تمّ تحريضهم لمنع إنجاز المشروع. بل وصل بهم الحد إلى تخريب الأرضية وهذا ما دفع رئيسة دائرة بتيزي وزو في نفس اليوم إلى تحريك دعوى قضائية ضد المندوبين بعد تقديمها لشكوى لدى مصالح الأمن والذين تدخلوا في الحين لإيقاف بعض مندوبي عروش تيزي وزو ومن بينهم عبريكا وتمّ تقديمهم لوكيل الجمهورية في انتظار إستكمال التحقيق القضائي لمحاكمتهم قريبا. وقد سبق لبلعيد عبريكا مباشرة بعد إطلاق سراحه أن صرح لمبعوث الشروق اليومي، أنهم بالفعل منعوا بناء مركز الدرك بإسياخم امدور و"نتحمل المسؤولية"، بل وصل به الحد إلى اقتراح ترحيل الدرك إلى النقاط الحدودية للبلاد، وكأن منطقة القبائل في أمان. ولكن السؤال الذي يطرحه متتبعو تطوّر الأوضاع بمنطقة القبائل هو: ماذا بقي لعبريكا وجماعته، خاصة مع عودة الدرك إلى إسياخم؟ وهل تعود من جديد لعبة "القط والفأر" بين العروش والدرك؟ وهل يحدث زعيم العروش مفاجأة ويحول حركة المواطنة والتي ظهرت عقب أحداث الربيع الأسود إلى حزب سياسي جهوي ينافس الغريمين الأرسيدي والأفافاس ويباشر أي (عبريكا) الدعاية الانتخابية من نقطة عدائه للدرك الوطني؟ ولعل المستقبل القريب كفيل بالرد على هذه الأسئلة. صونية قرس