حذر خبراء الأمن الدوليين الشركات الأجنبية الناشطة في الجزائر من مخاطر التعرض لهجمات إرهابية تستهدف منشآتها وشددوا في تحليلهم لعملية بوشاوي على ضرورة مراجعة نسبة المخاطر في الاستثمارات الأجنبية القائمة بالجزائر. وأكدت الخبيرة الأمنية "سارا ماير" المتخصصة في مراقبة المخاطر من مؤسسة "كونترول ريسكس الاستشارية" أن " المخاطر لا تزال قائمة في الجزائر، وما هذه العملية إلا جرس إنذار للشركات الأجنبية لتدرك بأنها مهددة بالضرب في أي لحظة وأن تواجدها في الجزائر غير مرغوب فيه إطلاقا من طرف الإرهابيين". من جهته الخبير "غافين براودلي" من شركة "كويست" الإستشارية ومقرها بريطانيا يقول "هذا تذكير للشركات الأجنبية بالتشدد في التدابير الأمنية لحماية منشأتها في الجزائر من الهجمات الإرهابية"، مضيفا "هذه العملية قد تدفع الشركات إلى مراجعة استثماراتها والتفكير في اسحبها من الجزائر أو تقليصها"، مضيفا "الجماعة استخدمت أساليب حزب الله اللبناني"و أساليب المقاومة العراقية، "يقول برودلي. في حين اعتبر "كلود مونيك" رئيس مركز الأمن والمخابرات الإستراتيجية الأوروبية الكائن مقره في بروكسل العملية الإرهابية التي تعرض لها عمال الشركة الأمريكية "براون روت أند كوندور" ببوشاوي تأكيدا على أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال نفذت وعيدها بالإنضمام للقاعدة، وصفا الحدث بأنه يبدو تافها للوهلة الأولى بالنظر إلى أن الإرهاب يقتل المئات سنويا في الجزائر، وكذا بالنظر إلى المجازر التي تقع سنويا في العراق، غير أن له دلائل ثقيلة لثلاثة أسباب تتعلق أولا بالمكان الذي نفذت فيه العملية و ثانيا بالطرف المستهدف، وثالثا بالطريقة التي نفذت بها العملية. وأوضح "مونيك" بأن المكان الذي نفدت فيه محمي جيدا وتطبق فيه إجراءات أمنية شديدة لأن معظم إطارات الدولة يعبرونه يوميا، والإنفجار وقع على بعد أمتار من فندق الشيراطون الذي تقصده و تحط رحالها به كل الشركات الأجنبية وتعقد به لقاءاتها، وهو أيضا يحتضن المحافل الدولية، وبالرغم من ذلك تمكن شخص مسلح من الدخول حاملا أسلحة ثقيلة، وقام بتحضير العملية، ثم تنفيذها، دون أن يتعرض لأي إزعاج. وسجل الخبير أن كل عمليات العنف التي شهدتها الجزائر منذ سنوات، وقعت في مناطق جبلية، ما عدا العمليتن اللتان نفذتا ضد محافظتي الشرطة بدرقانة والرغاية مؤخرا، وهو ما يؤكد حسبه أن هناك على الأقل "خلية إرهابية ناشطة" في الجزائر. أما الهدف الذي اختاره الإرهابيون حسب "كلود مونيك" فهو هدف رمزي فقط لأنه يتعلق بعمال شركة أمريكية، مضيفا "منذ عدة سنوات لم يعد الأجانب مستهدفين بالإرهاب في الجزائر، حتى عندما كانت الجزائر في قلب الأزمة سنوات الإرهاب لم تتعرض المصالح الأمريكية في الجزائر لأي اعتداء إرهابي، وهذه أول ضربة يوجهها الإرهابيون لعمال أجانب يعملون لصالح شركة أمريكية بالجزائر، مضيفا "كان بإمكان الجماعة الإرهابية أن تختار هدفا أكبر، ولكنها فضلت اختيار العمال، وهذا دليل على أنها تحضر لهدف أكبر في عملية ثانية". ويذهب رئيس المركز في تحليله لعملية بوشاوي إلى الجزم بأن القول بوجود بضعة مئات من العناصر الإرهابية المسلحة غير صحيح لأن الجماعة السلفية شرعت منذ انضمامها للقاعدة في تكوين شباب جديد في مجال الإرهاب الدولي، والدليل على أن الجماعة السلفية شرعت في التموقع المغربي حسبه هو توقيف العديد من العناصر مؤخرا بتونس والمغرب وهم يحاولون الدخول للجزائر للتدريب في كازمات الجماعة السلفية. ويرى الخبير أن الطريقة التي نفذت بها عملية بوشاوي دليل على أن الجماعة كانت تراقب المكان وتتردد عليه قبل العملية بعدة أيام بدليل أنها كانت تعلم وقت مرور الحافلة، ومن ثم قامت بزرع متفجرات على حافة الطريق، وأطلقت وابلا من النار على الحافلة. و توصل "مونيك" إلى أن الجماعة السلفية والتنظيمات التابعة لها تبنت أهدافا جديدة ستسعى إليها من الآن فصاعدا تتطابق مع مبادئ الجهاد العالمي وستعمل على فتح جبهة جديدة أقرب إلى أوربا وتوظيف عناصر جدد وتدريبهم على الجهاد العالمي. جميلة بلقاسم: [email protected]