طالب سكان بلدية «الزبوجة» الواقعة على بعد42 كلم شمال عاصمة ولاية الشلف بإنجاز مؤسسة إستشفائية عمومية بسعة بسيطة لا تتجاوز 60 سريرا على مستوى المنطقة، بالنظر إلى الكثافة السكانية التي أضحت عليها الجهة والتي تفوق ال20 ألف نسمة موزعة على تجمعات سكانية من بلديات مجاورة ك«بني حواء»، «بريرة» و«بنايرية». وهذا فضلا عما صارت تشهده العيادة المتعددة الخدمات من ضغط جراء التوافد الكبير للمرضى وعدم قدرة الطاقم الطبي المتواجد بها على الاستجابة لطلبات هؤلاء المرضى الوافدين إليها من مختلف قرى ومداشر البلدية إلى هذه العيادة التي تعد الوحيدة بالمنطقة، رغم انعدام الكثير من الاختصاصات القاعدية الأساسية بها مع تسجيل نقص كبير في عدد المستخدمين بالعيادة من السلك الطبي. الظروف هذه اضطرت الكثير من المرضى إلى التوجه نحو عيادات المراكز الحضرية القريبة ك«بوزغاية»، «سيدي عكاشة» و«أولاد فارس»، ويشتكي الكثير من هؤلاء المرضى من افتقار العيادة المتعددة الخدمات لكثير من الاختصاصات اللازمة ممثلة في الطب العام، الباطني، الجراحة أمراض النساء الأطفال، وذلك بسبب إنجاز هذه العيادة بعد زلزال «الأصنام» بسنة واحدة، غير أنها أضحت اليوم لا تلبي احتياجات المنطقة بالنظر إلى تزايد عدد السكان من جهة وظهور بعض الأمراض التي لم تكن معروفة في السابق من جهة أخرى، حيث أضحت العيادة المتعددة الخدمات ب«الزبوجة» والتي هي موجهة لأكثر من 20 ألف نسمة، إذا ما احتسبنا عدد سكان القرى والمداشر القريبة من البلدية لا تتوفر إلا على مصلحة الطب العام بطبيبين اثنين يشتغلان بنظام الدوام الرسمي فقط دون ضمان مداومة مستمرة، فيما يشرف على مصلحة طب الأسنان طبيب واحد، بالإضافة إلى ممرضين يشتغلون بنظام الدوام ودون ضمان المداومة الكاملة. وتستقبل العيادة يوميا ما يصل إلى ألف شخص لإجراء الفحوصات العادية، فضلا عن تردد أزيد من 50 شخصا على مصلحة طب الأسنان، وهو ما يمثل تحديا للفريق الطبي العامل الذي لا ستطيع أن يقوم بعمله كاملا، بالنظر إلى قلة المستخدمين وتعاظم معدل المتوافدين على العيادة بشكل يومي ومستمر وقلة التجهيزات الضرورية لضمان تغطية مستمرة. ومعلوم أن الكثير من العيادات والمراكز الصحية بالولاية بالمناطق النائية لا تزال مغلقة بالنظر إلى عدم عودة الكثير من سكان هذه القرى إلا بشكل استثنائي، وكانت مصادر صحية قد أشارت سابقا إلى اعتزام مديرية الصحة والسكان بالولاية فتح 22 عيادة مغلقة في إطار الهيكلة الجديدة التي جاءت بها الخريطة الصحية، إلا أن العملية لا تزال في بدايتها، فضلا على أن التأطير البشري وعدم جاهزية الكثير من المنشات الصحية قد أخر عملية التغطية الصحية بشكل كامل عبر تراب الولاية.