الخير شوار/ الصالون مكسب لكنه لا يخلق البديل الإلكتروني مع تآكل عدد المكتبات التي تسير نحو الانقراض (لا أتكلم هنا عن الورّاقات التي تبيع المناديل الورقية والأدوات المدرسية والشّمة أحيانا وتسمى مكتبات)، أصبح وجود معرض دولي للكتاب في حد ذاته مكسبا، نبرر من خلاله عبارة "الدخول الأدبي"، بغض النظر عن مستوى هذا الصالون من ناحية التنظيم وقيمة دور النشر الأجنبية الحاضرة والأنشطة الثقافية المرافقة. ومع غياب الكتاب الورقي في الظروف العادية، يزداد الحديث عن البديل الإلكتروني للكتاب، وكثيرا ما يؤكد بعضنا مقولة "المستقبل للكتاب الالكتروني"، لكن مع زيارة الصالون مثلا لا تجد أثرا لهذا "البديل الإلكتروني" إلا بعض الأقراص المضغوطة التربوية أو الدينية أو ذات العلاقة بالتنمية البشرية التي أصبحت تجارة. الكتاب الالكتروني في الدول المتقدمة يزداد شراسة لكسب المزيد من القراء، حيث تنتشر قارئات الكتب مثل "كيندل" لشركة أمازون و"آيباد" وغيرها من القارئات التي يمكن من خلالها شراء آلاف الكتب مباشرة من المواقع المتخصصة في ذلك مثل "أمازون" و"غوغل" وغيرها، وكل تلك الأجهزة لا تدعم اللغة العربية، ومن هنا فإن الحديث عن تفوق الكتاب الإلكتروني ضرب من الوهم، اللهم إلا إذا اعتبرنا الكتب المنسوخة على شكل بي دي أف التي تروجها بعض المنتديات من الكتب الإلكترونية، فمازال أمامنا وقت طويل جدا قبل الحديث عن واقع حقيقي للكتاب الإلكتروني. الد. السعيد بوطاجين/ متفائل بالتكامل والإضافات الجديدة مناقشة فعالية بجحم صالون الكتاب الدولي أعتقد أنه أمر يخص المنظمين فأنا كقارئ لا يمكنني الخوض في هذه القضايا إلا من ناحية ثقافية محضة.. فالعدد المشارك هذا العام آمر مشرف حقا وهناك العديد من الإضافات التي لمستها في هذه الطبعة التي يميزها غياب المشاركة المصرية رغم أنني أعلم أنه قد تم الترخيص لهم بذلك لكن هناك من الجديد ما يلفت ويشجع.. الصالون الذي يعتمد النشر الورقي يؤكد أهمية الرقي بهذا القطاع وأنا شخصيا لا أومن بوجود تنافر بين الكتاب الورقي والإلكتروني.. بل إني أجد نوعا من التكامل وكثيرا من الانسجام بينهما لا سيما إذا تحققت استراتيجيات أخرى للتحكم بالمادة التي تنشر إلكترونيا فيجب أن تكون هيئات متخصّصة تشرف على العملية حتى يكون الكتاب الإلكتروني أكثر مصداقية محمد رابحي/ نحتاج لصناع صالونات والكتاب الإلكتروني تطور حتمي لي رأي حاد الطباع في الصالون وفيما يحققه .. إنه وجهة نظري ولا أحمل عبئها أيا كان.. فالصالون برأيي بحاجة لصناعه أولا قبل أن يحتاج إلى منظمين .. نفتقد التخصص في هكذا فعاليات فالصالونات ليست لعرض الكتب فقط وإنما هناك مغزى أعمق ومرام أبعد.. صناعة الكتاب الورقي في عالمنا العربي بصفة عامة ضعيفة.. لكنني أود العودة إلى ذلك التطور الحاصل في التاريخ الإنساني فيما يخص الكتابة.. لأقول إن النشر الإلكتروني مجرد تطور حاصل عن فترة زمنية لا بأس بها للكتابة الحجرية فالجلدية ثم الورقية.. يحضرني قول رائع لأمبرتو إيكو حين يشبه الكتاب بالملعقة فلا يمكنه أن يتطور كثيرا .. لابد من بديل يحقق التطور وسلبيات النشر الإلكتروني التي يروج لها البعض إنما هي محض تهاويم من إنسان يخاف التغيير المستقبلي..