يعاني الكثير من حرفيي الصناعات التقليدية بولاية الشلف، من صعوبة كبيرة في تصريف وتسويق منتوجاتهم، نتيجة لغياب فضاءات تجارية أو أي أماكن يمكن أن تساعدهم على بيعها وبالتالي تحصيل الربح والهدف المنشود وراء تجارتهم، فضلا عن غياب الكثير من المواد الأساسية اللازمة لممارسة نشاطهم الذي يتطلب دقة ومهارة عالية. يشتكي معظم حرفيي الصناعات التقليدية بولاية الشلف، من عدم وجود أي مركز أو دار للصناعات التقليدية يمكنهم من خلالها تصريف منتجاتهم، أو حتى عرضها بالنسبة للجمهور من الذي يودون اقتناء بعض الحاجيات التقليدية والتي تتميز بالجودة والإتقان، بالإضافة إلى ما تمثله من تعبير عن أصالة المنطقة وجذورها بخلاف المقتنيات المعروضة حاليا بالأسواق، والتي يغلب عليها طابع التصنع والتكلفة فضلا عن غياب أي قيمة فنية أو جمالية لها بخلاف الصناعات التقليدية المحلية، حيث يضطر الكثير من هؤلاء الحرفيين إلى الاستعانة ببعض المحلات المختلفة لعرض منتوجاتهم لديها، أو تتبع الأسواق لبيعها بغرض تحصيل نقودهم وبعض الأرباح مقابل أتعابهم، مع ما يكلفهم ذلك من تكاليف إضافية نظرا لغياب أي فضاء مختص لعرض هاته الصناعات التقليدية والحرفية بالولاية على خلاف باقي ولايات الوطن. ويبقى عزاء الحرفين بالولاية هو اتباع المعارض الوطنية والمحلية لعرض سلعهم والحصول على طلبات للشراء، إلا أن هذه غير كافية كونها ليست بشكل دائم بل موسمية ومرتبطة ببعض المناسبات لا غير، وهو ما يؤدي بالكثير منهم إلى البحث على وسائل أخرى بطرق الخاصة. فضلا عن مشاكل التسويق يعاني الكثير منهم مشكل جلب المواد الأساسية، وكذلك غلائها الأمر الذي يؤثر على التكلفة الإجمالية لمنتوجهم الذي يتطلب دقة ومهارة عاليتين بخلاف الموجود بالسوق حاليا، والذي في أغلب مصنع ولا تتوفر فيه الجودة والنوعية المطلوبة، وهو ما أثر بشكل سلبي على الصناعات التقليدية المحلية التي صارت تلقى منافسة غير شريفة من قبل المنتجات الأجنبية، في ظل غياب أي حماية للمنتوج التقليدي الوطني نظرا لتوجه الكثير من المواطنين، إلى اقتناء مواد تقليدية أجنبية نظرا لبساطتها وسعرها المتدني دون النظر إلى نوعيتها وجودتها التي لا تقارن مع المنتوج المحلي، وحسب ما علمناه من مديرية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فإن هذه الأخيرة قد استفادت من مشروع لإنجاز دار للصناعات التقليدية ومركز تسهيل لفائدة الحرفيين وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، هذا وقد انطلق المشروع منذ فترة قصيرة بالمدينةالجديدة ب"الشطية" على بعد 10 كليومترات عن عاصمة الولاية على مساحة إجمالية تقدر ب 1200 متر مربع وبغلاف مالي يقارب ال 40 مليون دينار. وستكون هاته الدار بمثابة ملتقى للحرفيين ومعرض دائم لمنتجاتهم، حتى يسهل عليهم تسويق مختلف منتجاتهم بطريقة سهلة ومنظمة، كما تعتزم ذات المديرية اقتراح فضاء أهر بمركز المدينة ليكون كمعرض دائم للصناعات التقليدية، والذي من المرجح أن يكون بساحة التضامن والوئام المدني لموقعها الهام بقربهم من فندق الولاية، بالإضافة إلى محطة الحافلات، للعلم يضم حاليا قطاع الصناعات التقليدية قرابة ال 2757 حرفي في جميع الاختصاصات الحرفية، مسجل لدى غرفة الصناعات التقليدية والحرفية بالولاية منهم 244 مسجل جديد انضم مؤخرا للقطاع يتوزعون على مختلف النشاطات وتخصصات هذا القطاع، منهم 44 حرفيا في الصناعة التقليدية والفنية و30 حرفيا في الصناعة التقليدية لإنتاج المواد، و150 حرفيا في الصناعة التقليدية للخدمات.