بعد يومين فقط من التصريحات النارية لرئيس الشبيبة "محند الشريف حناشي" والتي أدلى بها عقب الندوة الصحفية التي عقدها صبيحة الجمعة الماضي بتزي وزو، والتي كانت قنبلة من العيار الثقيل تناولتها كل الوسائل العربية والغربية بكل جدية وكان لها الصدى الكبير لدى الشارع الجزائري، الذي أصبح بين مد وجزر لمعرفة رد المسؤول الأول على الكرة الجزائرية، وقد جاء رد الاتحادية الجزائرية صبيحة أمس في بيان رسمي تم نشره على الموقع الرسمي "للفاف" والذي نفى فيه جملة وتفصيلا كل الاتهامات التي صرح بها رئيس الشبيبة في حق رئيس الاتحادية "الحاج محمد روراوة" وجاء البيان على النحو التالي . لا يمكن للهذيانات الأخيرة الصادرة عن "محند شريف حناشي" التي يتهم فيها رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم بمحاولته إلحاق الضرر بشبيبة القبائل، أن تغالط الرأي العام الرياضي. ذلك أن رئيس الاتحاد الجزائري والهيئات الفيدرالية يكنون التقدير والاحترام لهذا النادي المجيد الذي هو ملك الجميع، والذي أسسه وطوره العديد من المسيرين المشهورين والشخصيات المتصفة بالاستقامة والكفاءة، واللاعبين والمدربين المتميزين، وعليه يظل الاتحاد الجزائري يساند ويشجع ويساهم في تطوير شبيبة القبائل وجميع الأندية.
روراوة ليس محاميا للأهلي واتهامات حناشي مثيرة للسخرية أما على الاتهامات التي وجهها رئيس الشبيبة "محمد حناشي" إلى رئيس الفاف أين اتهم بمحاولة ترتيب مباراة فريقه مع الأهلي المصري بالقاهرة، حتى يسهل المأمورية للنادي المصري للتأهل إلى المربع الذهبي من منافسة رابطة أبطال إفريقيا. وهو الأمر الذي نفاه بيان الاتحادية الذي أكد أن الأقاويل الكاذبة التي حاول رئيس الشبيبة من خلالها أن يقدم رئيس الاتحاد الجزائري كمحام متحمس لنادي أهلي القاهرة، هي ليست كاذبة فحسب ولكن مثيرة للسخرية أيضا، ذلك أن الموقف الصارم لرئيس الاتحاد الجزائري إزاء مسيري الأهلي معروف لدى الخاص والعام. فهؤلاء المسيرين قد شنوا حملة إعلامية عبر الصحف المصرية يتهمون فيها رئيس الاتحاد الجزائري بالوقوف وراء هزيمة فريقهم في تيزي وزو، وإقصائه من قبل الترجي التونسي في الدور نصف النهائي من رابطة الأبطال الإفريقية.
هذا السبب وراء رفضه لتطبيق قانون الاحتراف أما بخصوص كلام رئيس الشبيبة عن التسرع في تطبيق الاحتراف، واتهام مسؤولي الفاف، فإن هذه الأخيرة كان رد فعلها عنيفا وكشفت لأول مرة عن أمور خطيرة أين قالت عبر بيانها الذي نشر أمس وجاء فيه " لا شك أن الدوافع الحقيقة التي أثارت هذا الهروب إلى الأمام، يمكن تفسيرها بحالة الهلع التي انتابت رئيس شبيبة القبائل، إثر إرساء وتطبيق الاحتراف في الجزائر حيث لا يمكن أن يجد ضمنه مكانا". إن هذا النادي العريق الذي يستحق أكثر من مليون دينار كرأس مال اجتماعي، والذي استحوذ عليه السيد حناشي بمبلغ 5 ملايين دينار، قد استقطب الكثير من المستثمرين ذوي المصداقية الذين اتصلوا بالاتحاد الجزائري من أجل الاستثمار بقوة في شبيبة القبائل، في مستوى مجد وتاريخ والسجل الثري لهذا النادي الذي يستحق استثمارا أضخم. إن تطبيق الاحتراف يسجل نهاية عهد كان السيد حناشي يستعمل فيه لغة التهديد والممارسات البالية، لإرباك الجمعيات العامة للاتحاد الجزائري. لكن هذا العهد قد ولى منذ إعادة إصلاح الكرة الجزائرية، إذ أن القوانين هي وحدها التي تحكم تسيير الكرة الجزائرية. الفاف لن تسمح بمثل هذه التجاوزات وستتابع حناشي قضائيا وفي الوقت الذي هدد فيه رئيس الشبيبة "محند الشريف حناشي" باللجوء إلى المحكمة الرياضية "الطاس" التابعة لاتحاد الدولي "الفيفا" لاسترداد حقه وحق ناديه، حسب تصريحات الأخيرة فإن الإتحاد الجزائرية لم تنتظر أيضا طويلا على تلك التصريحات النارية وأكدت في نفس البيان "أن الاتحادية لا تقبل مثل هذه التصريحات الكاذبة، القادحة والصاخبة، قد سبق إزاء تصريحات مماثلة أن رفع دعوى قضائية ضد محند شريف حناشي لدى المحاكم المختصة. وسيتم دراسة هذه التصريحات الجديدة من قبل هيئات كرة القدم المعنية التي ستلتزم بتطبيق القوانين المعمول بها بحذافيرها. هل انتهت الأزمة أم بدأت ؟ بعد تصريحات رئيس الكناري "محند الشريف حناشي" والتي زعزعت الشارع الرياضي الجزائري، في المقابل فإن رد الاتحادية الجزائرية جاء ليسكت المزايدات وتضارب الآراء، ويؤكد أن الفاف هي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة ولها الحق أن تطبق القانون على الجميع دون استثناء، كما أنها اختارت العدالة لتفصل بينها وبين رئيس الشبيبة وأن لا أحد فوق القانون. بين هذا وذاك فإن الجمهور الجزائري وكل المتتبعين يتساءلون، هل انتهت الأزمة بين الرجلين بعد أن وصلت إلى أروقة المحاكم أم ستعرف فصول جديدة، أم سيتم عقد لقاءات صلح بينهما وإنهاء الأمر بشكل رسمي وتحت وصاية رسمية والعمل فقط على تطوير الكرة الجزائرية لاغير.