تفتقر ولاية بومرداس إلى المساحات الخضراء والأماكن المخصصة للتسلية والترفيه الموجهة للعائلات والأطفال على السواء، حيث طغت البنايات والعمارات على كل أرجاء الولاية، أما الحدائق والمشتلات القليلة المتوفرة حاليا فقد أصبحت وكرا للمنحرفين والمدمنين على المخدرات والكحول دون غيرهم. ويمكن ملاحظة ذلك على مستوى عديد التجمعات السكانية والأحياء مثل «الناصرية»، «لقاطة»، «بني عمران» وغيرها، حيث صارت المساحات الخضراء بها ملاذ عصابات الأشرار التي تتوزع هنا وهناك من أجل اعتراض سبيل المواطنين والاستيلاء على ممتلكاتهم وأموالهم، وهي الظروف التي جعلت العائلات القاطنة بمختلف أحياء بومرداس وبلدياتها لا تجد مكانا من أجل الاسترخاء في أوقات الفراغ لاستنشاق الهواء النقي بسبب الإهمال الكبير سواء من جانب المواطنين أو من جانب السلطات في الحفاظ على الغطاء النباتي بالولاية، إذ يذهب البعض من المواطنين إلى قضاء حاجاتهم فوق أزهار وحشائش الحدائق، فيما يعمد البعض الآخر إلى إلحاق الضرر بالأشجار ومختلف أنواع النباتات المتواجدة بالمشتلات والحدائق عن طريق اقتلاعها، يحدث هذا في ظل تسجيل غياب رقابة من قبل المسؤولين وحراس على مستوى تلك المشاتل، ما يعني بالأساس سوء تسير وتنظيم عملية صيانة الغطاء النباتي من قبل الجهة الوصية. كما يبقى عامل عدم احترام مقاييس ومعايير زرع وسقي النباتات والأشجار من طرف المزارعين سببا آخر لموت واصفرار معظم النباتات، بحكم أن لكل نبتة ميزتها البيئية الخاصة بها، وهذا كله راجع إلى انعدام ثقافة التشجير والاهتمام بالغطاء النباتي في مجتمعنا بالرغم من الأهمية الكبرى التي تكتسيها لأجل ضمان ديمومة الحياة، كما تسببت الحرائق أيضا في إتلاف عدد كبير من الهكتارات النباتية لاسيما أشجار الصنوبر، البلوط بسبب عدم احترام المواطنين لقانون الغابات وعدم اكتراثه بالنتائج البيئية والصحية الوخيمة التي تنتج جراء إتلاف الأغطية النباتية.