كشف الممثل الجزائري القدير عبد القادر تاجر في تصريح للأيام، بأن شخصية مرموقة عرضت عليه تجسيد إحدى المسرحيات لكنه رفضها لأنها كانت ضد قناعاته ، مشيرا بأن المسرح الوطني أجحف في حقه بعد عطاء إبداعي طويل فوق ركحه، برفض مديره محمد بن قطاف عرض مسرحية ..مدينة الحب لأسباب أجهلها.. وقد صرّح الفنان المخضرم الذي عايش ظلمة الاستعمار وبزوغ فجر الاستقلال، بأن المسرحية التي عرضها عليه شخصية مرموقة، تتنافى في شكلها ومضمونها مع عادات ومعتقدات المجتمع الجزائري المحافظ، قبل أن يضيف بأنه اقترح على هذه الشخصية التي اتجهت نحو تمويل الأعمال المسرحية، إنجاز لوحة أخرى عوضا عن المسرحية الجريئة، فكان البديل مسرحية..«قريري وقاريرو» ..ثم توالت الأعمال، فأنجزنا المسرحية المعروفة ..الساحرة..وقد لقيت سلسلة المسرحيات التي قدمناها رضا واستحسان الجمهور الجزائري، ما جعل والي العاصمة يطلب مني المزيد من الأعمال المسرحية. وعاد محدثنا في سياق حديثه عن المسرح إلى سنوات بعيدة حين حلم بأن يصبح ملاكما لكنه اختار الكتابة والمسرح والتمثيل ، ليكشف لنا بأنه كافح كثيرا من أجل الركح المسرحي وبأنه ظلّ ينجز مسرحيات تحدى بها حالة الخوف والرعب التي كان يشعر بها الجميع في العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر .. أين فضل الكثيرون الهجرة أو بمعنى أصح الهروب، والبعض الأخر الانسحاب، "لكني بقيت في وطني وبين جنبات المسرح رغم كل شيء ، وكتبت وقتها مسرحية " رقصة الأبرياء " و التي قمت بإخراجها سنة 1995 ، و شهدت اقبلا كبيرا من الجمهور في أول عرض لها كان بقصر الثقافة ، وبعدها قمنا بجولة في المناطق التي كانت أكثر توترا ، ورغم هذا النجاح إلا أنني أحلت على التقاعد".. وعن " مدينة الحب " المسرحية التي سبق وأعلن عنها اعتبرها مرآة تاريخية للشباب، كشف الممثل القدير بأنه انتهى من إعدادها، وهي عمل يحاكي تاريخ الجزائر قبل العهد العثماني، مضيفا.."الأستاذ بلقاسم باباصي مستشاري التاريخي، قدّمتها إلى مدير المسرح الوطني أمحمد بن قطاف، لكنه رفضها لأسباب أجهلها، كما أنني لا أريد أن أشغل تفكير الوزيرة بأمر مثل هذا ، فهي لديها أمور كثيرة تشغلها في الميدان الثقافي"... في سياق آخر كشف محدثنا بأنه انتهى أيضا من تصوير فيلم للمخرجة القديرة فاطمة الزهراء زعموم ،.. "التي طلبتني من أجل تمثيل دور البطولة في الفيلم الاجتماعي الذي يحمل عنوان "قداش أتحبني"، الموضوع ممتاز يطرح مشكل الطلاق الذي يقع ضحيته الأبناء، وألعب فيه الفيلم دور الجد الذي يتحمل مسؤولية تربية طفل كان ضحية الطلاق". يشار إلى أن عبد القادر تاجر من مواليد 1939 وهو من أبرز عمالقة المسرح الوطني الجزائري ، عاش يتيم الوالدين ، وشارك في أبرز الأفلام الثورية عبر فيلم " أولاد نوفمبر" فأتقن الدور، مجاهد حمل السلاح من أجل تحرير الوطن وحكم عليه الاستعمار الفرنسي بالسّجن، تألّق فأبدع وكتب فأخرج، وهو اليوم يقف على عتبة المسرح بعدما كان ابنه المدلل.