اعتصم أمس قرابة 360 عامل وموظف أمام مقر المدرسة الوطنية للإدارة بحيدرة، احتجاجا على تأخر دفع رواتبهم، فضلا عن ما وصفوه ب«الحقرة» التي يتعرضون لها من طرف الأمين العام للمدرسة رفقة المدير العام. ويعتزم المعتصمون مواصلة حركتهم الاحتجاجية إلى غاية «رحيل الأمين العام للمدرسة الوطنية للإدارة، والمدير العام، الذين تسببا في الوضعية الاجتماعية المأساوية التي يعيشها أغلب موظفي المدرسة الوطنية للإدارة بسبب التأخر لمدة ثلاثة أشهر في صرف رواتبهم»، وهو ما اضطرهم إلى بيع هدايا نهاية العام التي تمنحها اللجنة الاجتماعية بالمؤسسة، من أجل إطعام أبنائهم- حسب قول أحد المحتجين.- وأعاب المعتصمون على الإدارة الحالية التي طالبوا برحيلها، التماطل في التوقيع على ميزانية التسيير الخاصة بالمدرسة الوطنية للإدارة وهو الأمر الذي عطل دفع أجورهم، واتهموا الإدارة بالتحضير والتوقيع لمخطط تسييري على المقاس، بعدما شهدت الأربع سنوات الماضية – حسب أحد موظفي مكتبة المدرسة – تعطيلا للتوقيع على ميزانية التسيير، حيث قضت المدرسة سنة 2005 و 2006 دون التوقيع على الميزانية، وبعد ضغط شديد من طرف موظفي المدرسة تم التوقيع عليها حاليا ولكن على المقاس، يقول موظف المكتبة، وبالمقابل ندد موظفو المدرسة الوطنية للإدارة بما أسموه بطش المدير واستبداده، حيث قال بعضهم إنه لم يمض على إحدى المنح التي من المفروض أن يستفيد منها العمال منذ 5 سنوات، بالإضافة إلى منحة «خارج الميزانية» وهي منحة توزع على كل عمال المدرسة مباشرة بعد تنظيمهم للمسابقات أو أي نشاطات أخرى والتي قالوا بشأنها بأنهم لا يتقاضون حقهم الكامل "«فالمسؤولون يتعمدون إعطاءنا أقل من حقنا وهي مبالغ تتراوح بين 2000 و3 آلاف دينار في حين يتحصلون هم على مبالغ طائلة تفوق 20 مليون سنتيم لكل واحد منهم». وفي السياق ذاته أشار أحد المحتجين إلى أنهم راسلوا الوصاية لإيجاد حل لمشاكلهم «إلا أنه لا حياة لمن تنادي»، مؤكدا في هذا الخصوص نيابة عن زملائه أن الإضراب سيتواصل في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم، والحوار معهم ومحاولة إيجاد حلول لانشغالاتهم، مؤكدا أن حركتهم الاحتجاجية «ضد السياسة التعسفية التي يمارسها مدير المدرسة في حقهم» سلمية في الوقت الذي شهد المكان انتشارا للشرطة تحسبا لحدوث أي انزلاقات. وتجدر الإشارة إلى وزارة الداخلية أرسلت ممثلا عنها للتفاوض مع المعتصمين غير أن هؤلاء رفضوا مطالبين بالحوار المباشر مع المدير العام للمدرسة، في حين امتنع الأساتذة عن التدريس تضامنا مع العمال المعتصمين، كما قرر طلبة المدرسة الدخول في حركة احتجاجية ابتداء من اليوم تضامنا مع عمال هذه الأخيرة.