صرّحت الرّوائية والشّاعرة ربيعة جلطي في حوار لها مع جريدة السفير اللبنانية أن العقلية العربية عقلية تجزيئية وإقصائية إذ لم يزل المشهد الثقافي العربي غير مستوعب لتحوّلها المفاجئ نحو الرّواية رغم أن الأمر مستساغ ومرحّب به في العالم الغربي.. إنّ العقلية العربية عقلية "كانتونات" تقول جلطي؛ "فمن يكتب الشّعر لا يحقّ له أن يكتب الرواية، ومن يكتب الرواية لا يُسمح له بكتابة الشّعر، ومن يكتب المسرح فعليه ألاَّ يندَّ حبره على الشّعر أو الرّواية وهلمَّ جرَّا.." الشّاعر جلطي في حوارها تذمرت الفكر العربي النمطي خاصة وأنّ الظاهرة غير استثنائية عالميا بل حتى عربيا على غرار ما فعله الشّاعر ابن حزم حين خلّف "أهمَّ نصٍّ نثري على الإطلاق" تقول الرّوائية وهو كتاب «طوق الحمامة في الألفة والائتلاف»! أيضا فيكتور هوغو الشاعر الذي كتب رواية «البؤساء» التي لم تمل الأجيال إلى الآن من قراءتها وإعادة قراءتها والافتتان بها..والأمثلة على ذلك عديدة، لكن ثقافتنا الأدبية تؤكد جلطي مازالت ثقافة «يجوز لا يجوز» التي لمّحت لمن اتّهمها بالخيانة الأدبية إذ أضافت قائلة: وكأنَّ الانتقال والتجريب في فنون الكتابة هما حالة إبداعية متواصلة ومتواترة وطبيعية في الثّقافات الأدبيّة الإنسانية ما زالت تُسمَّى عند المثقَّف العربي «خيانة» الانتماء إلى جنس أدبي ما. وفي حديثها عن روايتها الذّروة أكّدت الشّاعرة الرّوائية أن الاعتماد على الكوميديا السوداء هو الأسلوب الأنجع لشحذ الوعي وتجديد الخطاب، "بل إنَّ السخرية المؤسَّسة على معرفة سياسية واجتماعية قادرة على صياغة خطاب حداثي جديد"، .. إنّ رواية الذّروة هي فعلا ذروة الرغبة في التأثير.. في التغيير؛ وممارسة بعض الإرهاق المعرفي الذي تلح ربيعة جلطي على تدفّقه بسخاء في أعمالها لغاية واحدة تلخصها في صنع سوسيولوجيا قرائية جديدة تؤسس لنص أدبي جميل.