لا يزال سكان قرية «بومراو» المتواجدة ببلدية «الناصرية» شرق بومرداس، يعانون في صمت جراء العزلة والتهميش التي تلازم يومياتهم منذ عديد السنوات، خاصة بعد أن أصبحت أعين المسؤولين بعيدة عنهم ما جعلها تقبع في زاوية من التخلف والحرمان، والتي باتت من أبرز السمات اليومية للسكان الذين سئموا الحياة في تلك القرية التي تخلو من أبسط متطلبات العيش الكريم. أول مشكل طرحه ل"الأيام" سكان القرية المذكورة يتمثل في اهتراء الطرقات، بعد أن أصبح نصفها غير معبد، إلى جانب مشكل التذبذب في توزيع الماء الشروب، ويضاف إلى ذلك أزمة حادة في النقل، علاوة على مشكل الغاز الطبيعي وانعدام المرافق الترفيهية، هذا بغض النظر عن تسجيلهم لوجود نقائص أخرى لم يأتوا على ذكرها. وحسب محدثينا فإن تلك النقائص جعل قرية «بومراو» بالناصرية رمزا للإقصاء والتخلف، ويأتي على رأسها الحاجة الملحة لإعادة الاعتبار للطرقات، ومنها أكثر من 9 كلم غير معبد أصلا، ما جعلهم يضطرون إلى المشي وسط الأوحال والبرك والحفر وذلك بمجرد سقوط أولى القطرات من المطر. كما أشار ذات المتحدثون إلى مشكل غياب النقل، وهو ما تسبب في بروز مشكل آخر نفاده عزوف الناقلين عن الدخول إلى القرية خوفا من تعرض مركباتهم إلى أعطاب فتزيدهم أعباء مالية إضافية هم في غنى عنها، وكل هذه المشاكل تضاف إليها أزمة الماء الشروب، إذ أن هناك بعض المنازل لا تصلها هذه المادة الحيوية إلا نادرا والأخرى لا تصلها بتاتا، وهو ما زاد من معاناة العائلات التي تذمرت من الوضع، لاسيما في ظل تعدد استعمالات هذه المادة الحيوية، ويزداد الطلب عليها خاصة في فصل الصيف الذي لا تفصلنا عنه إلا أشهر قليلة. وأمام هذه المعاناة التي يتكبدها سكان قرية «بومراو»، جدد محدثونا عبر هذا المنبر الحر رفع مطالبهم إلى والي الولاية ومناشدته بالتدخل العاجل من أجل رفع حالة الغبن وتسوية تلك النقائص التي نغصت عليهم حياتهم وحولتها إلى جحيم حقيقي، والسعي إلى تسطير جملة من المشاريع التنموية التي تنعش واقعهم المعيشي.