تجتمع اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني أيام 2 و3 و4 جوان المقبل لمناقشة عدد من الملفات في مقدمتها الإصلاحات السياسية الجاري التحضير لها، لتحديد رؤية الحزب لهذه الإصلاحات وتوجهاته اتجاه مراجعة الدستور والقوانين التي أعلن الرئيس «بوتفليقة» عن تعديلها على غرار قانوني الانتخابات والأحزاب. حسب مصدر عليم من الحزب العتيد فإن الدورة الرابعة للجنة المركزية ستنظر في ثلاثة ملفات أساسية منها ما يتعلق بالشأن الداخلي للحزب ومستجدات ما يعرف بحركة التأصيل والتقويم، ومنها ما يتعلق بالوضع العام للبلاد وتداعيات ما يجري في الساحة الإقليمية من تحولات وتطورات على الجزائر. بالنسبة للشأن الداخلي، من المنتظر أن يقدم الأمين العام ل«الأفلان» «عبد العزيز بلخادم» على أعضاء اللجنة المركزية التي تعد أعلى هيئة بين مؤتمرين، عرضا حول الوضع العام للحزب منذ الدورة الأخيرة المنعقدة نهاية ديسمبر، والتي عرفت عدة قرارات صارمة بعد تفعيل لجنة الانضباط، حيث قررت هذه الأخيرة تجميد عضوية كلا من «محمد الصغير قارة» و«الهادي خالدي» بعد إحالة المكتب السياسي ملفيهما إلى اللجنة. ومعلوم أن حركة التأصيل والتقويم التي تتزعمها بعض القيادات الغاضبة قد أعلنت مؤخرا عن تحضير ملف يدين الأمين العام «عبد العزيز بلخادم» وقالت إنها ستحيله إلى القضاء، وهي المستجدات التي ستكون حتما في قلب النقاش خلال أشغال الدورة الرابعة للجنة المركزية التي ستتمر ثلاثة أيام كاملة، كما سيقدم «بلخادم» عرضا حول عملية تجديد الهياكل في القواعد لاسيما بالنسبة لانتخابات مكاتب المحافظات. على صعيد آخر وبالنسبة للشأن السياسي الوطني من المنتظر أن تناقش اللجنة المركزية الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس «بوتفليقة» في خطابه للأمة يوم 15 أفريل الفارط للتأشير على نتائج عمل الأفواج الأربعة التي نصبها «بلخادم» قبل أيام لبلورة مقترحات الحزب العتيد من الإصلاحات الجاري التحضير لها وفي مقدمتها مراجعة الدستور وتعديل قوانين الانتخابات والأحزاب والجمعيات والإعلام. وكانت لجان تابعة ل«الأفلان» سبق وأن اشتغلت على هذه القوانين قبل 4 سنوات، وأعدت أوراق عمل بهذا الخصوص، وهي المقترحات التي طلب «بلخادم» تحيينها من قبل أفواج العمل المنصبة مؤخرا، والتي سترفع نتائج عملها إلى المكتب السياسي في 12 ماي الجاري للنظر فيها في الفترة الممتدة من 12 إلى 15 ماي لتحال بعدها على أعضاء اللجنة المركزية أسبوعين قبل الدورة الرابعة. وإلى جانب ملف الإصلاحات الذي يوليه «الأفلان» على غرار بقية الأحزاب السياسية أهمية خاصة، ستناقش اللجنة المركزية التحضيرات الخاصة بالتشريعيات المقبلة والمنتظرة في ماي المقبل، أي بعد سنة تقريبا، والتي تعد بمثابة محطة مفصلية بالنسبة للحزب العتيد للحفاظ على مكانته كقوة سياسية أولى وتعزيز مكتسباته السياسية.