أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، حكما يقضي بإدانة شاب في العشرين من العمر والذي أقدم على إزهاق روح زميله في العمل بعدة طعنات سكين كان مركزها القلب، حصل ذلك بشقة غير مكتملة البناء الكائنة بورشة تعاونية «الضيافة» ب«بني مسوس»، وهذا بعد نشوب خلاف بينهما حول آلة بناء ومبلغ مليون و700 ألف سنتيم. وقائع القضية تعود إلى شهر سبتمبر الفارط، وتحديدا إلى حدود الساعة العاشرة ليلا، أين تلقت مصالح أمن المقاطعة الغربية للشرطة القضائية نداءً من مصلحة الاستعجالات بمستشفى «بني مسوس»، مفاده حدوث وفاة شخص تعرض لعدة طعنات بالقلب بواسطة سكين، ما جعلها تتنقل على جناح السرعة إلى عين المكان، أين باشرت في فتح تحقيق في القضية، وباعتماد ذات المصالح على شهادة شخصين اللذين كانا في موقع الجريمة وحضرا وقائع الاعتداء وعملا على نقل الضحية للمستشفى تم التوصل إلى الجاني الذي كان رفيق الضحية وزميله في العمل. المتهم وأثناء اقتياده من طرف مصالح الأمن، صرح بأنه دخل في شجار مع الضحية بسبب مبلغ مليون و700ألف سنتيم، وكذا بسبب آلة تستعمل في البناء، حيث دخلا أولا في مشادات كلامية انتهت بفك النزاع بينهما، من طرف شخصان كانا معهما في الشقة وهم في الأصل عمال بذات الورشة، حيث تم اقتياد المتهم خارج الشقة والعمارة، بعد أن رافقه أحد الشاهدان كونه كان في حالة غضب شديد، إلا أنه عاود الصعود إلى العمارة متوجها نحوى الضحية، ليقوم هذا الأخير بضربه على مستوى الفم، غير أن المتهم عقب ذلك قام بإشهار سكين كان قد أحضره من سيارته وغرسه في جسد الضحية أربع مرات أحدهما قدرت بعمق 6 سنتيمتر، وكل هذه التصريحات عدل عنها المتهم أثناء سماعه من طرف قاضي الجلسة. وخلال مثوله أمام العدالة لمواجهة جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، أكد أنه صعد ثانية للشقة كي يحضر أدواته، وأنه لم ينوي قتله وهو الأمر الذي واجهه القاضي سائلا إياه عن سبب إحضاره للسكين مادام لم يقصد قتل الضحية، لينفي عندها أنه لم يحضره من السيارة بل وجده ملقًا على الأرض، كما أنه سكين خاص بتقشير البطاطا. وأضاف المتهم أنه كان في حالة الدفاع عن نفسه، بعد أن باغته الضحية بخنقه من الخلف حيث أغمي عليه ووقع أرضا، وأنه لم يجد وسيلة للدفاع عن نفسه سوى قيامه بأخذ السكين الذي كان ملقى على الأرض ليقوم بغرسه في جسد الضحية، وأنه كان في اشتباك بدني والضحية، وهو الأمر الذي فنده أحد الشهود الذي صرح أنه سمع صراخ الضحية الذي كان يحامي وجهه بيديه بينما كان المتهم يوجه له طعنة على مستوى الصدر. من جهته، أكد ممثل الحق العام خلال مرافعته أن المتهم قد جاء بسيناريو جديد لتضليل العدالة، وأنه كان في حالة الدفاع عن نفسه، بالإضافة إلى أنه طعنه بسكين خاص بتقشير البطاطا، حيث علق ممثل الحق العام أنه من غير المنطقي أن يسبب "سكين بطاطا" في إصابته بجرح بعمق 6 سنتيمتر، ليلتمس تسليط عقوبة الإعدام في حقه، إلا أن الدفاع حاول التشبت خلال مرافعته بإفادة المتهم بأقصى ظروف التخفيف كونه لم ينوي القتل، وإنما انصاع لثورة غضبه فقط لتقرر المحكمة الجنائية إدانة المتهم ب20 عاما سجنا نافذا.