هاجم الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، «عبد المجيد سيدي السعيد»، أصحاب ما يسمى ب«مبادرة التغيير» من الإطارات النقابية السابقة الذين خاطبهم بأسلوب شديد اللهجة: «كلوا خبزتكم وابقوا في دياركم.. حتى نحترمكم»، ودعاهم بالمقابل إلى احترام رصيد المركزية النقابية، مشدّدا على أن هذه المنظمة «ملك للعمال وليست ملكا للأشخاص» كونها تضم في صفوفها 1 مليون و784 ألف منخرط. لم يُفوّت الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين فرصة اللقاء الذي جمعه أمس ب«دار الشعب» بالأمناء العامين للفيدراليات بحضور أعضاء الأمانة الوطنية، من أجل توجيه الكثير من الرسائل السياسية التي خصّ بها مناوئيه، حيث ترك الانطباع بأنه غير مبال بما يجري من تحرّكات للإطاحة به خصوصا بعد إطلاق «مبادرة التغيير» من طرف عدد من القيادات السابقة للاتحاد بمناسبة اليوم العالمي للشغل. وردّا على هذه الحركة خاطب «عبد المجيد سيدي السعيد» معارضيه في حضور الصحافة قائلا: «من لديه النية الحسنة في تقديم الإعانة إلى الاتحاد سواء كان من خارج التنظيم أو من داخله كان عليه أن يُقدم ذلك بعيدا عن الشتم والسب..»، مضيفا أنه «ليس من النزاهة أن نقول بأن المركزية النقابية لم تقم بأي شيء أو أن نُشكك في تمثيلها النقابي». وذهب أبعد من ذلك عندما أورد أن المركزية النقابية لم تتخل عن مسؤوليتها «وهي النقابة الوحيدة في العالم التي تمكنت من سحب مشروع قانون الوظيف العمومي من البرلمان». وبعد أن أشار «سيدي السعيد» في سياق حديثه إلى أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين يضم حاليا 1 مليون و784 ألف منخرط بما يعني أنه «لا يوجد من يستطيع التشكيك في قضية تمثيله للعمال»، تابع في ردّه الكاسح على المناوئين بالتأكيد: «احترموا الشجرة التي أعطتكم الفواكه..»، وصرّح أيضا «كلوا خبزتكم وابقوا في دياركم.. حتى نحترمكم». وبأسلوب امتزج فيه الهدوء والانفعال ذكر المتحدث أنه «لا العمال ولا النقابيون ولا الاتحاد بجميع هياكله يعيشون في حالة قلق مثلما قيل وكُتب..»، وفي هذا الكلام تقليل من وطأة ما يجري حوله، قبل أن يُتابع: «من يُريد أن يضرب الزرنة فليضرب حتى يُجهد نفسه ويعود إلى بيته»، دون أن يغفل تجديد التزام الاتحاد العام للعمال الجزائريين بمبادئه الأساسية والعمل في الوقت نفسه «من أجل إيصال الجزائر إلى مصاف الدول السائرة في طريق النمو ورفع الإنتاجية وتحقيق الديمقراطية وهي الأهداف التي لن تتحقق، يُضيف، في ظل اللااستقرار». وكانت النقابات المستقلة حاضرة كذلك في خطاب «عبد المجيد سيدي السعيد» الذي تفادى ذكرها بالاسم، واكتفى في مقابل ذلك بالتلميح إليها عندما أوضح أن «الاتحاد العام للعمال الجزائريين لا يبحث عن احتكار العمل النقابي» وأن «لديه خط لا يستطيع أي أحد أن يُحركه وهو الخط أو المنهج الذي سمح وسيسمح بكسب نتائج أكبر»، وأضاف بأسلوب فيه الكثير من الليونة وخطاب التهدئة: «ليس لدينا أي عدوانية ضد النقابات الأخرى.. ولم نُضرّ يوما ما أي أحد ولا أحد يستطيع في الوقت نفسه استعمال منظمتنا بسهولة». وبالإضافة إلى تأكيد «سيدي السعيد» أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين وصل إلى مرحلة «تفرض عليه انتهاج العمل النقابي النبيل بهدف الحصول على الثمار»، فقد أعلن في السياق ذاته أن تكلفة الزيادات في الأجور التي حققتها المفاوضات حول القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية بلغت أكثر من 88 مليار دج، حيث ذكّر بالمناسبة ب«الجهود والمكاسب» التي حققتها هذه المنظمة النقابية خلال السنوات القليلة الماضية.