دعا ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالجزائر «عبد الكريم غول» المجتمع الدولي لاسيما الدول المانحة إلى تكثيف المساعدات الإنسانية الموجهة إلى اللاجئين الصحراويين. أوضح «غول»، في تصريح عشية الاحتفال باليوم العالمي للاجئين المصادف ل 20 جوان من كل سنة أن الميزانية الإجمالية المتوفرة لتنفيذ برنامج المساعدات لسنة 2011 لفائدة اللاجئين الصحراويين تتراوح ما بين 10 إلى 11 مليون دولار"، معتبرا هذا المبلغ «غير كاف» لتلبية كل احتياجات هؤلاء اللاجئين، وأوضح أن برنامج المفوضية الخاص بمساعدات اللاجئين الصحراويين يشمل مختلف القطاعات الحيوية لاسيما تلك المتعلقة بالصحة والتعليم والمياه وذلك -كما قال -اعتمادا على ما تتقدم به الدول المانحة من المساعدات. وأكد أن احتياجات اللاجئين الصحراويين «تتطلب أكثر من 26 مليون دولار» سنويا وهذا بغض النظر عن الاحتياجات في مجال الغذاء التي تتطلب «ما يزيد عن 30 مليون دولار»، والتي يشرف عليها البرنامج العالمي للتغذية، ولهذا الغرض دعا الممثل الأممي الدول المانحة في العالم إلى التكثيف من المساعدات الإنسانية المقدمة للاجئين الصحراويين لرفع الميزانية السنوية الموجهة لهذه المساعدات، وذكر «غول» أن حالة اللاجئين الصحراويين القائمة منذ أزيد من 35 سنة تعد من «أقدم حالات اللجوء» في العالم وأنهم يعيشون -كما قال- في ظروف «جد صعبة». وبهدف تعريف المجتمع الدولي باحتياجات اللاجئين الصحراويين وإطلاعه على وضعيتهم تنظم المفوضية سنويا زيارات لكافة الممثلات الدبلوماسية المعتمدة بالجزائر بغية التحسيس بأهمية رفع هذه المساعدات الإنسانية. وبنفس المناسبة حيا الممثل الأممي «العمل الجبار» الذي تقوم به الجزائر حكومة وشعبا وعن طريق الهلال الأحمر الجزائري من خلال المساعدات الإنسانية التي تقدمها لهؤلاء اللاجئين الصحراويين منذ سنة 1975. ولدى تطرقه إلى نوعية المساعدات الإنسانية التي يتقدم بها المجتمع الدولي لفائدة اللاجئين الصحراويين أعرب «غول» عن تأسفه لكونها تعد «مساعدة على الاستمرار في الحياة فقط»، معتبرا أن برامج هذه المساعدات «لم تكن دائما صائبة»، وفي هذا الشأن أوضح أن المجتمع الدولي يقدم «منذ ما يزيد عن 25 سنة نفس النوع من المساعدات الإنسانية (مواد غذائية أساسية)»، مبرزا في الوقت ذاته أن هذا النوع من المساعدات توجه عادة لحالات طارئة، ولهذ الغرض ذكر «غول» بالزيارة التي قام بها المفوض السامي لشؤون اللاجئين في سبتمبر سنة 2009 إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين، حيث دعا إلى «إعادة النظر» في نوع المساعدات الإنسانية بوضع برنامج «يدعم الإمكانيات ويركز على تعزيز الهياكل المتوفرة بهذه المخيمات». وفي هذا الشأن أوضح «غول» أن التركيز على تدعيم الإمكانيات لفائدة اللاجئين الصحراويين ينبغي أن يقوم على تعزيز قدرات المؤسسات المتوفرة وبناء أخرى جديدة لاسيما تلك المتعلقة بقطاعات ذات أولوية منها الصحة والتعليم والمياه كبناء مؤسسات تربوية للطورين الابتدائي والمتوسط، ومن هذا المنظور تم الشروع منذ سنتين في وضع إستراتيجية جديدة تعتمد على تعزيز القدرات حسب الإمكانيات إضافة إلى تنظيم برامج تكوينية وأخرى تحفيزية لفائدة الموارد البشرية لاسيما في قطاعي التعليم والصحة بمخيمات اللاجئين الصحراويين، ويتضمن البرنامج أيضا تعزيز الوسائل الرامية إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان وتنظيم دورات تكوينية لفائدة المحامين والقضاة الصحراويين بالمخيمات لتحسين قدراتهم. وأكد أن المفوضية تبادر -انطلاقا من المساعدات الإنسانية التي تتقدم بها الدول المانحة- بحصص تغذية إضافية لفائدة اللاجئين الصحراويين للمساهمة في مكافحة بمرض فقر الدم عن طريق توفير مواد غذائية متنوعة وغنية بالفيتامينات خاصة في شهر رمضان، وعلى صعيد آخر ذكر ممثل المفوضية السامية بالجزائر ببرنامج تبادل الزيارات بين أفراد العائلات الصحراوية التي تجري عن طريق رحلتين جوا في الأسبوع بحيث يتم نقل البعض منها من مخيمات اللاجئين الصحراويين نحو مدن الصحراء الغربية والبعض الآخر من هذه المدن إلى مخيمات اللاجئين. وتأتي هذه العملية تلبية لحاجة إنسانية ماسة بحيث -كما أكد ذات المسؤول- تفتح فرص الالتقاء بين أفراد هذه العائلات بعد غياب دام أزيد من 30 سنة بالنسبة للبعض منهم، مؤكدا أن «قائمة الانتظار للاستفادة من هذه الزيارات تفوق 10 آلاف شخص صحراوي»، ولهذا الغرض أعلن ممثل المفوضية عن مشروع «توسيع هذه الزيارات العائلية باستخدام الوسائل البرية» في المستقبل تشرف عليه مختلف الأطراف المعنية وذلك بغية توسيع الاستفادة لأكبر عدد من الصحراويين، وعلى صعيد آخر أكد المسؤول الأممي على مشروع فتح مكتب لصندوق الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) لاحقا بمخيمات اللاجئين الصحراويين بغية تدعيم الخدمات الموجهة للطفل الصحراوي.