بقلم: محمد عبد الهادي/ مصر مثل من يتدلّي في بئرٍ علّق خارطة ً من الأزرق السماويّ فوق الخطابات لكنه نسي أن يثبّت مسمارا علي الغيمات ؛ ففرّت تنهيداتٌ هرمة كأمسيات المقاهي ! كان ينتصب شيءٌ ، بينما ينقصكِ بعض فضاءٍ ، وحريّة َأن تخدشي جسمكِ بالهواء بعد ليالٍ طويلة ، وفارغة ، كانوا يمنحونك – فيها – أسماءً كثيرة ، ثم ينزعونها عنكِ مثل الشرائط اللاصقة ؛ هكذا تفكرين في بشرتكِ – التي تبقت هناك كأسطورةٍ – وفي دهشتكِ – الأولي – من أصابعِه : كيف يمكنها أن تسهر كفوضى ؟ وأن تجعل الأشياءَ العابرة مجرّد أشياءٍ عابرة ؟ ثم تقلّب الهواء كقصيدة أدركت دلالتها ! من يشبه المقهى ؛ لا يؤرقه العابرون ، لكنّه المطرُ الداكنُ : كلما صارت له أجنحة ، تدلّي من الرسائل ودخّن سيجارةً أخيرة ، وربما سخر من المقاعد الفارغة ، ومن المسمار الذي أصبح قوسَ قزح ! كل الأشياء ممكنة للنسيان ، فلماذا تبقي ذاكرةُ الشوارع محلّقة ً بجوار الشحوب الذي يعتري أبراجَ الكهرباء ؟ بينما ملائكة – لم يرسلها الرب هذه المرة – تمنح للشجن احتمالا فريدا