قرّرت شركة «سونلغاز» الاستعانة بخبرة الجامعات الجزائرية من أجل تطوير صناعة ما يسمى ب «العدّاد الذكي» للكهرباء والغاز، وتشير التوقعات التي قدّمها أمس الرئيس المدير العام للشركة، «نور الدين بوطرفة»، إلى أن الرهان هو الوصول إلى تحقيق هذا الهدف خلال العام 2013 على أقصى تقدير. يأتي ذلك موازاة مع استعانة سونلغاز بقطاع التعليم العالي لتطوير شبكتها المعلوماتية. توصلت شركة «سونلغاز» أمس إلى توقيع «اتفاق إطار» للتعاون والشراكة العلمية والخبراتية مع جامعة الشلف التي أوكلت لها مهمة إعداد تصميم نموذجي ل «العداد الذكي» للكهرباء والغاز. ووفق ما جاء على لسان «نور الدين بوطرفة» فإن هذا الاتفاق يأتي ««في إطار سياسة سونلغاز في الانفتاح على الجامعة وإنشاء شبكة كفاءات وطنية تستفيد منها الشركة». وتأتي هذه الاتفاقية الإطار لإطلاق شراكة جديدة بين مركز البحث التابع للشركة مع المخابر الجامعية، وذلك في مجال تصميم نموذج «العدّاد الذكي»، وستمكن العدادات الذكية التي تسعى «سونلغاز» إلى إنتاجها محليا، الزبون من التفاعل مع عملية استهلاكه للطاقة، وذلك من خلال تحكمه في ما يستهلكه يوميا من الكهرباء والغاز. وفي المقابل تسمح هذه التقنية التي يوفرّها «العدّاد الذكي» لكل مؤسسات توزيع الكهرباء والغاز من التحكم عن بعد في عملية مراقبة ومعاينة حجم ما يستهلكه زبائنها، وكذا التعامل بشكل دقيق مع تصاعد الكميات المستهلكة في أوقات الذروة من خلال اللجوء إلى خفضها إلى مستويات محددة، تفاديا للانقطاعات في التيار الكهربائي التي تحدث في مثل هذه الحالات، مثلما يسمح هذا النظام لشركات التوزيع البقاء في اتصال مع الزبائن عن طريق الأنترنت حيث يصبح بإمكانهم الاطلاع على فواتيرهم. وبناء على الالتزامات التي قدّمها «بوطرفة» فإنه يتم الشروع في تنفيذ هذا النظام الجديد على شبكة التوتر المتوسط بالاعتماد على «العدادات الذكية» التي سيتم إنتاجها على مستوى مصنع العلمة بسطيف في إطار الشراكة مع المؤسسات الأجنبية ابتداء من السداسي الثاني لعام 2012، ليتم بعدها تعميم العملية على شبكة الضغط المنخفض التي تشمل أزيد من 7 ملايين عداد. وإضافة إلى حضور الرئيس المدير العام ل «سونلغاز» فقد وقّع من جانب جامعة الشلف عميدها الدكتور «محمد فؤاد بصديق»، وقد أشار «بوطرفة» في كلمة له بالمناسبة إلى أن الاتفاق المبدئي الذي أبرمته الشركة مع المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، يتعلق بنسج علاقات تعاون مع مختلف المخابر العلمية الوطنية، مضيفا أن هذا الاتفاق سيثمر قريبا بالتوقيع على اتفاقية إطار لتنظيم التعاون القائم بين الطرفين. وفي تبريره للسياسة التي أصبحت «سونلغاز» تنتهجها بالتعاون مع مؤسسات التعليم العالي، أفاد ذات المسؤول أن مثل هذه الاتفاقيات تهدف إلى «دعم مستقبل المؤسسات الصناعية الوطنية من خلال إعطائها فرصة تطوير قدرات الإنتاج المحلي لما يتم اليوم استيراده»، وبرأيه فإن هذا هو الهدف الرئيسي الذي تتطلع الشركة إلى بلوغه في سياق اندماجها مع السياسة الوطنية لتنويع الاقتصاد ودعم الإنتاج الوطني. أما الهدف الآخر الذي تحدّث عنه فإنه يتعلق ب «تفعيل وتطوير مستوى أداء المؤسسات الوطنية» من خلال «الاستفادة من الكفاءات الجامعية ودعم الجامعات والسماح لها بالتطور من خلال ربط شراكة مع العالم الصناعي». وعن الميزانية المخصصة لتمويل مشاريع البحث التي تتم بالشراكة مع الجامعات أوضح المتحدث أن الشركة التي يتولى تسيير شؤونها تضع ضمن أهدافها بلوغ مستوى 0.5 بالمائة من رقم أعمالها المقدر بحوالي 250 مليار دينار لتطوير البحث العلمي، لافتا إلى أن المخصصات الحالية للبحث غير كافية، وذلك بالنظر إلى نقص مشاريع البحث، مما يستدعي، حسبه، نسج علاقات متعددة بين عالم الصناعة وعالم الجامعة. ويجدر التذكير على هذا المستوى بأن مركز البحث والتطوير للكهرباء والغاز التابع ل«سونلغاز» كان قد أبرم في شهر فيفري 2010 اتفاقية مع جامعة بومرداس من أجل تصميم أول عداد كهربائي ذكي، والذي من المقرر أن يقدم في سنة 2013 ليكون بمثابة النموذج الذي سيعمم إنتاجه محليا بداية من 2014. وكانت الشركة قد وقّعت اتفاقا آخر في جويلية 2011 مع «جامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيا» بغرض إنشاء نظام تطوير الشبكة المعلوماتية للكهرباء والغاز.