انضمت الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى صفّ فرنسا بخصوص العملية العسكرية التي شرعت فيها منذ الجمعة في شمال مالي، حيث أعلنت إدارة البيت الأبيض أنها تتقاسم الأهداف نفسها مع باريس حيال ما يجري في هذا البلد، فيما ذكر «البنتاغون» بأنه يدرس خيارات التعامل مع الوضع الجديد دون استبعاد تقديم الدعم اللوجيستي. لم تتوان إدارة البيت الأبيض في التأكيد بأن الولاياتالمتحدة «تتقاسم مع فرنسا الأهداف نفسها في مالي»، وقد جاء هذا الموقف ساعات قليلة عقب إعلان الرئيس الفرنسي بدء عملية عسكرية ضد جماعات المتمرّدين في شمالي مالي. ولذلك قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، «تومي فيتور»، بتعبير صريح: «لقد أخذنا علما بقيام حكومة مالي بطلب المساعدة ونتقاسم مع فرنسا الهدف المتمثل بمنع الإرهابيين من الاستفادة من موقع لهم في المنطقة». وأكثر من ذلك اعترف مسؤول أمريكي بان وزارة الدفاع «البنتاغون» تدرس الخيارات في مالي بعد شن فرنسا غارات جوية يوم الجمعة ضد متمردين بما في ذلك تقاسم معلومات المخابرات مع فرنسا والدعم اللوجيستي، مشيرا إلى أن المناقشات بهذا الشأن «متواصلة». وأبدت الحكومات الغربية ولاسيما فرنسا الدولة المستعمرة لمالي سابقا قلقها بعد أن استولى تحالف للمتمردين مرتبط ب «القاعدة» على بلدة كونا الواقعة وسط مالي يوم الخميس وهي إحدى البوابات صوب «باماكو». وأكدت فرنسا شنّ هجمات جوية على المتمردين ولكنها امتنعت عن تقديم تفاصيل أخرى لهذا التدخل أثناء حدوثه حتى تحد من معرفة المتمردين بالعملية. ولم تتوفر تفاصيل أخرى على الفور بشأن الخيارات التي تدرسها واشنطن التي توازن بين قلقها العميق بشأن القاعدة في المنطقة وحذرها العميق من تورطها في صراع آخر بعد 11 عاما من حرب بلا توقف. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، «فيكتوريا نولاند»، إن مالي لم تطلب بعد دعما مباشرا وأنها لا تعرف شيئا عن طلب من هذا القبيل من فرنسا، فيما أفادت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، «كاثرين آشتون» بأن الاتحاد سيعجل استعداداته لإرسال 200 جندي إلى مالي لتدريب الجيش الحكومي. وكان متوقعا في بادئ الأمر إرسال هؤلاء الجنود في أواخر شهر فيفري المقبل، في حين أبدى محللون عسكريون تشككهم فيما إذا كان التحرك الفرنسي يبشر ببداية عملية نهائية لاستعادة شمال مالي لان العتاد والقوات على الأرض غير جاهزة. يحصل ذلك في وقت كان فيه رئيس مالي بالنيابة، «ديونكوندا تراوري»، قد أعلن في خطاب إلى الأمة مساء الجمعة، عن «التعبئة العامة»، متوعدا المجموعات الإسلامية في شمال البلاد ب «رد قاس وواسع»، وقال: «بصفتي رئيسا للجمهورية بالوكالة وقائدا أعلى للقوات المسلحة وإزاء التطورات الأخيرة على صعيد العمليات العسكرية ليس أمامي من خيار سوى إعلان التعبئة العامة حول جيش مالي العظيم للتصدي لزحف المسلحين..»، وشدّد: «قلت وأكرّر أن الحرب ليست خيارنا لأن السلام ودائما السلام هو خيارنا، إلا أنهم يفرضون الحرب علينا وسنوجه ضربة قاسية وشاملة لأعدائنا».