الأيام الجزائرية بكين ( وكالات): في الوقت الذي يحاول فيه "حامد كرزاي" استغلال مراسم ولايته الثانية لإقناع حلفائه الغربيين بأنه قادر على تغيير أساليبه والإمساك بزمام الأمور في أفغانستان أطلت برأسها مزاعم فساد جديدة. فقد أحاط الشك بآمال إنهاء الفساد عندما أجبر وزير المناجم الأفغاني مساء الخميس على إنكار تلقيه رشوة ب30 مليون دولار من شركة صينية منذ عامين مقابل منحها عقدا ب2.9 مليار دولار لمنجم نحاس في ولاية لوغر. وأنكر الوزير تلك الادعاءات عن أضخم مشروع استثماري أجنبي. ويذكر أن كبار الشخصيات الأجنبية الذين سيحضرون مراسم التنصيب لا يرغبون في مشاهدتهم مع أحمد والي "كرزاي"، شقيق الرئيس الذي أصبح رمزا لكل رذيلة ترتكب داخل الإدارة الأفغانية. كما أن الصحفيين ممنوعون من حضور المراسم وسط شكوك بأن الرئيس لا يريد أن يعرف الشعب هوية الشخصيات المدعوة. ونقل عن شقيق الرئيس قوله: "نعم أنا قوي لأني شقيق الرئيس. وهذا البلد يحكمه الملوك. وإخوة الملك وأبناء عمومته وأبناؤه كلهم أقوياء. وهذه هي أفغانستان. سوف تتغير لكنها لن تتغير بين عشية وضحاها". وردا على هذا قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن "الديمقراطيات ليس فيها ملوك ولا قصور. ولتفعيل الديمقراطية تنبع السلطة في النهاية من الشعب ولا تعتمد أساسا على من تعرف ولكن ما تفعل". وقال المتحدث أن أمريكا تتوقع تحسينات في الخدمات والأمن والحرب على الفساد وأن كيفية تحقيق ذلك متروكة للرئيس "كرزاي" فيما يتعلق بنوعية الناس الذين سيأتي بهم في الحكومة الجديدة. وأضاف: "سنحمله المسؤولية ولكن الشعب الأفغاني سيتحملها أيضا". ومن المعلوم أن أفغانستان جاءت في المرتبة الثانية بعد الصومال في ترتيب دول العالم من حيث الفساد، بحسب مؤشر مدركات الفساد في 180 بلدا. وعلق "ديفد ميليباند" و"هيلاري كلينتون" و"برنار كوشنر" ووزراء خارجية آخرون حضروا حفل التنصيب بأن فترة الرئاسة الثانية ل "كرزاي" تمثل آخر فرصة له. وقالت "هيلاري كلينتون": "نحن نقف عند لحظة حرجة عشية تنصيب الرئيس "كرزاي" لفترته الثانية". أما الأفغان العاديون فإنهم منقسمون حول أهلية "كرزاي" لقيادة البلاد بعد هذه المدة التي قضاها في منصبه. وقال مدرس ثانوي: "عندما بات واضحا أنه غشنا، كان ينبغي ألا ندعه يبقى في منصبه. ولو أن أحد تلامذتي غش لعاقبته ولم أكافئه كما حدث!".