الوقوف بعرفة هو أهمُّ أركان الحج، فعن «عبد الرحمن بن يعمر الديلي» قال: أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة، فجاء ناسٌ أو نفرٌ من أهل نجد، فأمروا رجلاً فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً فنادَى: الحجُّ يوم عرفة، أي أهم أركان الحج الوقوف بعرف، وفيه يدنو الله تعالى من الخلق ويُباهِي بأهل عرفة الملائكةَ، فعن «أبي هريرة» رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يباهِي بأهل عرفات أهلَ السماءِ، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شُعثًا غُبرًا من كل فَجٍّ، أُشهدكم أني قد غفرتُ لهم"، لذلك فمن واجب على الحاجِّ أن يجتهد فيه بذكر الله عزَّ وجَلَّ ودعائه، وعن «عمرو بن شعيب»، عن أبيه، عن جدّه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "خير الدُّعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنَّبِيُّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، وينبغي للحاج أن يكثر من التضرُّع في هذا اليوم والخشوع وإظهار الضَّعف والافتقار والذِّلّة، وهو يتوجّه إلى الله تعالى بالذكر والدعاء، فعن «ابن عباس» قال: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بعرفة ويداه إلى صدره كاستطعام المِسكين، ويُستَحَبُّ للحاج أن يكثر من التلبية رافعًا بها صوته، ومن الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يُستَحَبُّ أن يأتي بأنواع من الذِّكر والدُّعاء، فتارة يدعو وتارة يهلِّل وتارة يُكَبِّر وتارة يلبِّي وتارة يستغفر ويدعو منفردًا ومع جماعة وليدْعُ لنفسه ولولديه، ولأقاربه وشيوخه وأحبابِه وأصحابه، وسائر من أحسن إليه، وسائر المسلمين، وينبغي أن يكون حاضر القلب فارغًا من الأمور التي تشغلُه عن الذِّكْر.