تولي وسائل الإعلام الغربية، اهتماما واسعا بالمشهد السياسي المصري، منذ الاطاحة بالرئيس الأسبق مبارك في يناير 2011، وحتى ليل الأربعاء 3 يوليو 2013، اليوم الآخير لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي وفيما كان الانبهار عنوانا لتغطية معظم وسائل الإعلام الغربية، لثورة يناير، كان التحفظ واضحا في وصف ما حدث بالانقلاب أو الثورة في الثالث من يوليو. وبينما وصفت "الغارديان" ثورة يناير بأنها "أعظم ثورة فى التاريخ البشرى بأكمله"، جاءت افتتاحية "ديلي تليغراف حينها" "قوة الشعب تصنع التاريخ في مصر".وفق وكالة انباء السكاى نيوز ولم تخف شبكة CNN الإخبارية انبهارها بالثورة التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك حيث قالت:"لأول مرة فى التاريخ نرى شعبا يقوم بثورة ثم ينظف الشوارع بعدها". 3 يوليو 2013 وفي عددها الصادر عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن "رموز النظام السابق استعادوا قوتهم، بعد ساعات من عزل الجيش أول رئيس مصري منتخب"، وذلك من خلال حملة القمع التي أسفرت عن اعتقال عدد من أعضاء الإخوان المسلمين، وإغلاق قنواتهم، وإعادة مسؤولين سابقين لمناصب قيادية، وهو ما اعتبرته الصحيفة "مؤشرا على عودة الدولة البوليسية". وتقول الصحيفة إنه بينما اتهم مرسى والإخوان الاحتجاجات الشعبية بأنها مؤامرة، فإنه لا يمكن لمؤامرة أن تدفع بالملايين إلى الشوارع. وتضيف أن العديد من المحللين يؤكدون أن هذه الاحتجاجات غير المسبوقة الأعداد من شأنها أن تبعث رسالة إلى مختلف الجماعات الإسلامية فى المنطقة. وتابعت الصحيفة الأميركية "تغيير السلطة بالقوة أدى إلى تفاقم الانقسامات المجتمعية بين الإخوان المسلمين والجهاز الأمنى الذى أسسه مبارك، إذ احتجزت قوات الأمن مرسى، وبدأت حملة اعتقالات لمئات من قيادات الإخوان المسلمين". وتقول صحيفة "واشنطن بوست" إن القادة العرب من السعودية إلى سوريا سعداء بالإطاحة بمرسى، ما اعتبرته الصحيفة "لحظة نادرة من الوحدة فى منطقة تتسم بالانقسام، وعدم الديمقراطية، إلى حد كبير". ورأت الصحيفة أن الاستجابة السعيدة، ردا على إطاحة الجيش بمرسى تؤكد مدى فشل الأخير فى كسب حلفاء بالخارج، مثلما فشل فى الداخل، لافتة إلى أن إن "مرسى قام بتنفير أصدقاء مصر التقليديين وأعدائها أيضا، على حد سواء، بعد انتهاج سياسة خارجية غير منظمة. وأضافت: "اختلفت ردود الفعل الدولية، بسبب تعرج مسار السياسة الخارجية لمرسى بين محاولة لتعديل العلاقات المتوترة تاريخيا لمصر مع إيران، وتأييد الجهاد ضد الشيعة فى سوريا". من جانبها، قالت مجلة "إيكونوميست"، البريطانية، إن مصر تعيش مأساة درامية، مضيفة أنه رغم عدم كفاءة مرسى، ولكن الإطاحة به يجب أن تكون "مدعاة للأسف وليس للاحتفال". ودعت صحيفة "ديلى تليجراف"، البريطانية، الإدارة الأميريكة إلى حث الجيش المصرى على إجراء انتخابات بشكل سريع، مع ضرورة وجود "جدول زمنى". وقالت "لوموند الفرنسية" إن ردود فعل المجتمع الدولى والحكومات الغربية على الإطاحة بمرسى تعكس حالة من الانزعاج والقلق بين الإحراج، والتهانى، والإدانة، وسط إعراب عدد من الدول عن استعدادها للعمل مع الحكومة الجديدة فى مصر وذكرت الصحيفة أنه بين الحديث عن ثورة أو انقلاب عسكرى، لم تستخدم أى من القوى الغربية الكبرى مصطلح انقلاب، وهو الأمر الذى من المفترض أن تدينه الديمقراطيات، ومع ذلك دعت الدول الغربية إلى انتقال سريع للعملية الديمقراطية. من جانبها، قالت صحيفة لوفيغارو إن ما حدث بداية النهاية للإسلام السياسى فى العالم العربى، مشيرة إلى أن الإسلاميين فى مصر، الآن، فى حالة من الفوضى يقاومون فقط، لحفظ ماء الوجه