المئات أبدوا استغرابهم في مواقع التواصل بالإنترنت ليلة أمس، وحتى فجر الأربعاء، من لقطات "غير طبيعية" في الفيديو الذي ظهر فيه الملثم "الداعشي" وهو يمرر سكينه يميناً ويساراً على رقبة الصحافي الأميركي، ستيفن سوتلوف، من دون أن نرى "المذبوح" يحرك جسمه أو يتلوى كردة فعل على شعوره بالألم على الأقل، ويكفي إلقاء نظرة على الشريط للتأكد من "الداعشي" قام بتمرير السكين على الرقبة بين 8 و9 مرات، فيما "الذبيح" لا يحرك ساكناً. ولم نلحظ أي آثار للخوف أو الارتباك التي نشرت الخبر على الصحافي الذي ظهر ساكن الوجه بلا تعابير وملامح تدل على خوفه أيضاً، بحسب ما جمعت "العربية.نت" مما تيسر استغراب المشككين، بل بالعكس، فقد بدا وجهه صحياً ومرتاح السمات وهو يتحدث قبل "ذبحه" المزعوم، فيما خلا الموقع الصحراوي من أي "داعشي" آخر ليهتف مع الناحر "الله أكبر" كما يفعل "الدواعشة" عادة بعد تصفية أي مستهدف بالذبح أو سواه. لم نر أيضاً أي دماء تنزف حين مرت السكين على رقبة الصحافي الذي حافظ على تماسكه حتى تلاشت اللقطة الأخيرة على نهاية بدا فيها يحرك ساقه اليسرى كأنه يستعد للوقوف، أكثر مما كانت الحركة ردة فعل على الألم، وهو ألم ينتفض له الجسم بكامله، ونراه عند نحر المواشي والدواجن، فكيف بشاب عمره 31 سنة وقادته الأقدار لينتهي مذبوحاً في بادية الشمال السوري بالرقة؟ وأهم ما يثير الشكوك بهذا الفيديو هو اللقطة الأخيرة، حيث الجثة مرمية على الظهر وفوقها "الرأس" المقطوعة، فقد بدا الوجه ملطخاً بالدم أكثر مما ينبغي، ربما عمداً لتغطية نقطة ضعف رئيسية في المشهد، وهي أن الوجه الذي يبدو كقناع من الشمع لا يشبه وجه الصحافي الأميركي إلى حد بعيد. كما بدت على اللباس البرتقالي للذبيح بقعة دماء لطخت قسماً كبيراً منه، ولكن في منطقة الصدر فقط وعند الكتف الأيسر حيث نزف الدم على الرمال، لكننا لا نرى أثراً لأي دم تسرب من الرقبة إلى القسم الأسفل من ثياب الصحافي. إلا أن الولاياتالمتحدة أكدت صحة الفيديو كما أعلن البيت الأبيض الأربعاء. وقالت كايتلين هايدن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي أن "الإستخبارات الأميركية حللت الفيديو الذي بث في الآونة الأخيرة ويظهر المواطن الأميركي ستيفن سوتلوف وتوصلت إلى تأكيد صحته". وتبنى مقاتلو تنظيم داعش المتطرف في شريط فيديو بث الثلاثاء على الإنترنت، قطع رأس رهينة أميركي ثان هو ستيفن سوتلوف، مهددين بقتل رهينة بريطاني، بحسب ما نقل المركز الأميركي لرصد المواقع الإسلامية "سايت". ويظهر الفيديو الذي حمل عنوان "رسالة ثانية إلى أميركا" الصحافي ستيفن سوتلوف (31 عاما) راكعا على ركبتيه، مرتديا قميصا برتقاليا وإلى جانبه مسلح ملثم يحمل سكيناً، رجح أن يكون نفسه الذي أعدم جيمس فولي في فيديو سابق. من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ايرنست، إنه لم يكن على علم بهذا الشريط قبل بدء مؤتمره الصحافي المعتاد، إلا أنه أعرب عن تعاطف الإدارة الأميركية مع عائلة سوتلوف. وعلقت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، على الحدث قائلة "إذا تأكدت صحة الفيديو فإن هذا العمل الوحشي يثير اشمئزازنا". وأكدت بدورها التعاطف مع عائلة سوتلوف. وفي أول تعليق له على شريط قتل سوتلوف، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أنه "يثير الاشمئزاز"، علماً أنه تضمن أيضا تهديدا بقتل رهينة بريطاني. كما أعرب الرئيس الفرنسي عن استنكاره لهذا العمل الوحشي. كذلك عبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن "سخطه"، تعليقاً على إعدام الصحافي الأميركي. يذكر أن سوتلوف اعتبر مفقودا منذ 12 شهرا بعدما خطف في الرابع أغسطس 2013 في حلب بشمال سوريا قرب الحدود التركية، وكان يغطي الأحداث في العالم الإسلامي منذ أعوام عدة. وسوتلوف من مواليد ميامي (فلوريدا، جنوب شرق)، ويحمل شهادة في الصحافة من جامعة سنترال فلوريدا، وقد عمل لصالح مجلات "تايم وكريستشن سيانس مونيتور وفورن بوليسي واخيرا لمجلة وورلد افيرز". وكانت أمه ناشدت في وقت سابق تنظيم داعش الإفراج عنه، مؤكدة أن لا دور لهم ولا حيلة في تغيير السياسة الخارجية للولايات المتحدة.