تحدثت مدير ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، عبد الوهاب زكار، عن مشروع إقامة متحف للآثار تحت الأرض داخل المحطة الرئيسية ل”الميترو” على مستوى “ساحة الشهداء” في العاصمة، يحمل تاريخ الجزائر العاصمة لفترة تاريخية تعود إلى ألفي سنة. وسيشمل المتحف حسب المتحدث آثارا وأواني وتجهيزات إلى جانب فسيفساء تعود إلى فترة الفينيقيين والرومان وجزائر “بني مزغنة”، والمرحلتين العثمانية الأولى والثانية، حيث تم العثور عليها عند بداية أشغال الحفر لإنجاز مشروع “المترو”، مما أدى إلى تعميق الحفر بنسبة 8 بالمائة تحت الأرض ليتم إنجاز “المترو” على عمق 34 مترا عوض 19 مترا حفاظا على هذا الإرث التاريخي. وأوضح زكار في تصريحات للقناة الأولى للإذاعة الجزائرية أمس، أن أشغال “مترو الجزائر” على مستوى “ساحة الشهداء” سمحت باكتشاف تاريخ العاصمة عبر الحضارات المتعاقبة من الفترة الفينيقية إلى العهد العثماني الأول، بالإضافة إلى اكتشاف جريمة الاستعمار الفرنسي بردمه تاريخ وحضارة الجزائر خاصة الإسلامية منها. وقال المتحدث إن هذا المتحف الفريد من نوعه سيشمل أيضا مجسمات في شكل مدن الفترة الفينيقية والرومانية، وجزائر “بني مزغنة”، ليتمكن المسافرون عبر هذه المحطة من معرفة تاريخ الجزائر القديم والحضارات المتعاقبة عليها، والتعرف على ما لم يتم مشاهدته من بنايات سقطت ولم يبق منها سوى الآثار. من ناحية أخرى، أكد مدير ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية أن قطاع السياحة والثقافة يمكنهما أن يكونا “القطب المستقبلي لاقتصاد الجزائر ويعوض قطاع المحروقات، شرط الاهتمام أكثر باحتواء المتخصصين واستغلال الإطارات المكونين في مجال حماية التراث من خلال التنسيق الجاد مع رؤساء البلديات والولاة من أجل تخصيص مكاتب عبر كافة الولايات”، وفق تعبيره.