استمتع الجمهور القسنطيني الذي حضر إلى المسرح الجهوي للولاية، بأغاني الفنانة الفلسطينية سناء موسى التي أدت أحسن ما أدت من التراث الخاص بشمال فلسطين، وذلك ضمن فعاليات سهرات المهرجان الدولي للإنشاد في دورته الثالثة. وأبهرت الفنانة الحاضرين بباقة مختارة من الأغاني والوصلات اختارت لها “القفطان القسنطيني” المطرز بالألوان، فكان الصوت والصورة موعدا لجمهور المهرجان الدولي للإنشاد للغوص في رصيد مبدعي هذا اللون خاصة أغنية “يما” المستمدة من التراث الخالص لشمال فلسطين، ثم أنشودة “موطني” التي تعد أحد رموز الأغنية الوطنية الجزائرية، وأنشودة “من جبالنا”، إلى جانب أناشيد أخرى اختارت ضيفة المهرجان أن تهديها للجزائر تكريما لها في عيدها الوطني. وتعرف الفنانة سناء موسى بتميزها في أدائها لأغاني تعبر عن رفضها للمحاولات المتكررة لطمس تاريخ شعبها وتراث وحضارة بلدها. كما تحيي إصرار الفلسطينيين على الحفاظ على هويتهم من خلال إرادة المحافظة على الأغاني الشعبية لمختلف المناطق الفلسطينية، وهذا باعتبار الأغنية شكلا من أشكال المقاومة بما تحمله من أغان وطنية في طابع الإنشاد. كما ورثت الفنانة سناء، وهي طالبة بالطب حب الغناء الأصيل عن والدها، وهو مغن وموسيقي معروف في بلاده والوطن العربي. وتسعى أن تكون وصية على الذاكرة والتراث من خلال عبورها العديد من المناطق ومحاولتها تسجيل الأغاني التي تحكي “الحكايات القصيرة التي تصنع الحضارات العظيمة”؛ مانحة صوتها لأولئك الذين لا يحق لهم الكلام. من ناحية أخرى، أوضحت سناء موسى أنه “كان مشروعا عزيزا على قلبها أن تغني لبلدها وشعبها وتذكر إرادة البقاء مرتبطين بنفس الحضارة والغناء لتأصل الفلاحين الذين أحبوا السماء بسبب حبهم للأرض وللأمهات اللواتي لا يزلن يأملن بعودة أبنائهن”، وفق تعبيرها.