أقر المؤتمر الوطني العام (البرلمان الليبي) لأول مرة، بوجود مساعٍ لنقل مقره من العاصمة طرابلس، إلى مدينة البيضاء بسبب تدهور الوضع الأمني في العاصمة، وتكرار اقتحام مقر المؤتمر من قبل محتجين ومتظاهرين غاضبين. وقال عمر حميدان، الناطق الرسمي باسم المؤتمر، إن الحديث عن إمكانية انعقاد جلسات المؤتمر الوطني في مدينة أخرى كان في إطار اقتراحات شخصية ومناقشات غير رسمية دارت بين عدد من أعضاء المؤتمر، لكنها لم تدرج حتى الآن ضمن بنود جدول أعمال المؤتمر. وشدد في تصريحات له على أن رئاسة المؤتمر لم تتلق أية طلبات رسمية من الأعضاء تتضمن اقتراح انعقاد جلسات المؤتمر في مدينة ليبية أخرى غير طرابلس. ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” في عددها الصادر أمس، عن أعضاء في المؤتمر قولهم إنهم وقعوا بالفعل مع عشرات آخرين من أعضاء المؤتمر على طلب لنقل المقر خارج العاصمة طرابلس بسبب الأحداث الأخيرة. ويأتي هذا الطلب بعد يوم واحد من إنهاء ثوار سابقين لحصار فرضوه على مقر المؤتمر الوطني العام في طرابلس، وذلك بعد احتلاله لأكثر من 24 ساعة، حيث عادت حركة السير إلى طبيعتها في الطريق المؤدية إلى مقر المؤتمر الوطني، وإلى فندق “ريكسوس” الفخم الذي يستضيف عددا كبيرا من الاجتماعات السياسية، وانتشرت سيارات الشرطة على مداخلهما وعند معابر قريبة. وطوق عشرات المسلحين ومن بينهم عدد كبير من الثوار السابقين الذين حاربوا للإطاحة بنظام القذافي العام الماضي، المقر يوم الخميس الماضي وقطعوا حركة السير بآليات مجهزة بأسلحة ثقيلة للاحتجاج على تشكيلة الحكومة الجديدة التي صادق عليها المؤتمر الأربعاء الماضي. ويظهر هذا التحرك من قبل المسلحين مدى هشاشة الوضع الأمني في البلاد، التي لا تزال تفتقد إلى جيش قوي وإلى قوة شرطة. وندد رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف ب”الضغوط النفسية” التي تمارس على النواب بعد اقتحام المتظاهرين لمقر المؤتمر وتعطيلهم أول جولة للتصويت على تشكيلة الحكومة خلال الأسبوع الماضي. وفي الأثناء، شهدت العاصمة الليبية طرابلس ظهر أمس، اشتباكات أوقعت عددا من المصابين، بينما تسبب انفجار سيارة مفخخة في بنغازي في إصابة ثلاثة أفراد من الشرطة. ونقلت وكالة “رويترز” عن شاهد قوله إن مليشيات مسلحة اشتبكت أمام مقر مجلس الأمن الأعلى وسط طرابلس، وأصيب المبنى بقذيفة صاروخية. كما اندلعت اشتباكات بين ميليشيات ليبية متناحرة قرب مقر مجلس الأمن الأعلى في ليبيا، في أحدث سلسلة من أعمال العنف التي أعقبت إطاحة حكم العقيد الليبي معمر القذافي قبل أكثر من عام. وقالت مصادر طبية إن نحو 5 أشخاص أُصيبوا في المواجهات. بينما أحدثت رصاصات اخترقت مستشفى مجاوراً ذعراً بين النزلاء. وقال شهود عيان إن المواجهات اندلعت بعد منتصف ليلة أول أمس، بسبب جدال وقع بين مجموعتين مسلحتين على خلفية اعتقال أحد أعضاء إحداهما.