أعرب فلاحو المنطقة الجنوبية بصحراء النمامشة التابعة لأعراش بلديات المحمل، أولاد رشاش وبابار وبعض المستثمرات الفلاحية للخواص، عن بالغ تذمرهم واستيائهم من انتشار الفئران بشكل كبير ومروع في مزارعهم وحقولهم، والذي حال دون مباشرة زرعهم وبذرهم محاصيل الفول والجلبانة والفاصولياء والقرعيات لهذا الموسم بالمنطقة. فلاحو المنطقة الذين يعدون بالمئات بمختلف المناطق الاستصلاحية التي يتعدى مجموع محيطاتها ال25 ألف هكتار على غرار محيط قوجيل، سيدي ناجي، نفيظة وازارن، محيط قصير التراب، الرطيم، محيطي التوام وشعبة يعلى وغيرها أوضحوا أنهم وبعد أن عدموا كل حيلة في محاربة الثكاثر الرهيب للفئران التجأوا إلى الطرق التقليدية التي تعتمد على الدواء المعروف محليا باسم ''دواء الحلوف'' المتمثل في سائل سام تدخل في تركيبه مادة ''الفوليماط'' يرشه على بعض القطع من المأكولات المفضلة لدى الفئران كحبات كعك ''القاطو'' أو الطماطم أو العجائن بصفة عامة. كما تتم إحاطة المزارع بالبلاستيك الخشن بعمق أكثر من 20سم وارتفاع حوالي 30سم لتفادي دخول فئران جديدة إلى المزرعة والقضاء على المتواجدة بها بفعل السائل السم الذي يقضي على الفئران حال تناولها القطع الغذائية المسمومة. انتشار الفئران عادة معروفة عند الفلاحين، عقب كل موسم فلاحي ناجح حيث تتكاثر هي على بقايا الهشيم وبقايا المحاصيل، وتظهر عند موسم الزرع والبذر الجديد لتلتهم وتقضي على البذور وخاصة الفول والجلبانة والفاصولياء والقرعيات التي تعد من أغلب زراعات فلاحي المنطقة. وككل مرة لا تقدم مديرية المصالح الفلاحية سوى كميات ضئيلة جدا من الدواء المخصص لمثل هذه الحالات مقارنة بعدد الفلاحين والمساحات الشاسعة التي يفلحونها ويزرعونها. كما أفادت بعض المصادر من الفلاحين بمحاباة المديرية في توزيع هذا الدواء لعدد قليل جدا من الفلاحين المقربين من أصحاب الربط والحل بالمديرية. وفي سياق كل هذا يطالب الفلاحون بدعم الدولة متمثلة في مديريتها بتوفير المبيد الخاص بالفئران المسمى ''ديراتيسيد''.