صاحب القُبلة التي لثمت يدي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بشكل عفوي أمام كاميرات فرنساوالجزائر والعالم كله، برر شغفه ولهفته وقبلته التاريخية، بأنها نابعة من حسه الوطني كما افتخر بنظافة اليد التي لثمها عن قناعة وعن طيب خاطر، والمهم في عرف المواطن "حمزة ساسي"، صاحب الشرف العظيم (؟؟)، أنه أوصل رسالة "جزائر" القبلات الحارة لفرنسا لم يعد يهمنا في تاريخها المظلم، سوى أنها لا تزال"قِبلة" السلطة كما لا تزال "قُبلة" الكثير من المستلبين من كائنات" لثم" الأيادي من باب التاريخ الذي يجبّ ما قبله.. المهزلة ليست في مواطن جزائري يدعى "حمزة"، اخترق صفوف الحشود المهللة بحياة هولاند، ليصل إلى يد رئاسية فيشافهها علنا، ولكن في ظهور ذلك الجزائري "القحّ"(؟؟) في التلفزيون، ليشرح للرأي و«الرعي" العام، سيناريو الملحمة وخطواته، لثمة لثمة وقبلة قبلة، فالرجل الذي كان يمكن أن تحفظ مهزلته على أساس أنها خطأ "عاطفي" ناتج عن حرمان قديم للحنان، فاخر علنا بأنه صاحب القُبلة التاريخية، وشرح في سياق ذلك، كيف نال المكرمة دونا عن جميع المكلفين بالرقص وبالتقبيل من جماعة الاستعراض الرسمي الذين حرمتنا الكاميرات من رؤية "قبلاتهم" الطويلة لصاحب السمو، ملك الجزائر ورئيس فرنسا في الآن ذاته.. كنا نضحك عن رعايا أمير المؤمنين بالمغرب الشقيق، ونزايد عليهم بأننا الشعب الذي لا يُقبل الأيادي ولا ينحني إلا لله، فإذا الزمن يدور، وإذا بزيارة هولاند، تثبت مما لا يدع مجالا للشك في التقبيل المزمن، بأن البعض فينا، لم يكن يفصله على الانحناء ولثم الأيادي إلا إتاحة الفرصة، وهاهي فرنسا، تتيح فرصة تقبيل الأيادي والأرجل، فهلموا فإن مزاد "اللثم" شُرّع على مصراعيه، والبداية مسمى يدعى "حمزة"، تطوع بالقُبلة العلنية الأولى، لقِبلة رسمية أولى هي العجوز التي تعرف متى تربت بيدها على مقبليها المتدافعين، لتفضح فينا زمن "القبلات" الدافئة..