أعربت مجموعة الأحزاب والمنظمات الوطنية التي قاطعت زيارة هولاند، أمس، عن أسفها الشديد واستيائها من مجريات هذه الزيارة واختزالها في تحقيق مصلحة الدولة الفرنسية والتغييب القسري للمصالح والمطالب المشروعة للشعب الجزائري، التي قالت إنها متعددة ومتشابكة كلما تعلق الأمر بالعلاقات الجزائرية الفرنسية غير الطبيعية أصلا، وحملت السلطة مسؤولية الإخفاق في قضايا واهتمامات الشعب الجزائري مقابل انشغالات واهتمامات الشعب الفرنسي التي دافع عنها رئيسه بامتياز، واصفين الزيارة بالسلبية لأنها لم تحقق ما كان يتطلع إليه الشعب الجزائري من الاعتراف والاعتذار والتعويض. وأضافت هذه الأحزاب في بيان لها تلقت “البلاد" نسخة منه، أن الكثير من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك تم التغاضي عنها خلال زيارة الرئيس الفرنسي، خاصة تلك المتعلقة بتسهيل تنقل الأشخاص، ووضع الجالية الجزائرية بفرنسا التي تصطدم بتمييز قانوني واجتماعي داخل نسيج المجتمع الفرنسي، وكذلك مسألة نقل التكنولوجيا مقابل تسهيلات الاستثمار، وغلق ملف الحركى والأقدام السوداء الذي أصبح مجرد ابتزاز معلن لممتلكات الجزائريين، وخاصة معالجة سلمية لملف شمال جمهورية مالي الذي أصبح يشكل خطرا على استقرار وسلامة التراب الجزائري والمنطقة كلها. وقالت الأحزاب إن “الرئيس الفرنسي لم يحترم دولة ذات سيادة، لها شعب محترم، وكأنه جاء لتفقد مقاطعة من مقاطعات ما وراء البحار، وتصرف فيها وكأن الطرف الآخر غير موجود"، مضيفة “نفذ برنامج زيارته حرفيا، ووقع الاتفاقيات التي تخدم مصلحة الشعب الفرنسي، وغادر الجزائر على وقع صخب فلكلوري لم يعد يمثل روح العصر، بينما غاب صوت الجزائر بشكل لا يعكس طموحات وتطلعات الرأي العام الوطني". وأعربت الأحزاب المقاطعة لهولاند عن شعورها بالإهانة أمام الضعف الذي أصاب الدولة الجزائرية، والتعامل المتعالي الذي طبع زيارة الرئيس الفرنسي . الجزائر حسب الأحزاب الموقعة على البيان تلقت إهانة أخرى بالخضوع للإملاءات المتشددة للشركات المطالبة باحتكار السوق الجزائرية وغلقها أمام منافسة واستثمار الدول الأخرى، وهو شرط لا يمكن وصفه سوى بأنه يكرس عقلية الهيمنة ويوسع دائرة التبعية. بينما الاتفاقات الأخرى التي تم التوقيع عليها طبعتها سرية مشكوك فيها، مما يدعونا إلى المطالبة بمعرفة مضمونها والغرض من التستر عليها كي لا نتركها حجة علينا في يد الفرنسيين. تجدر الإشارة إلى أن الأحزاب التي قاطعت الزيارة 11 حزبا وهي حركة النهضة، حركة الوطنيين الأحرار، حزب التجمع الوطني الجمهوري، حزب الفجر الجديد، الجبهة الوطنية الجزائرية، حركة مجتمع السلم، جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة، الهيئة الجزائرية للدفاع عن الذاكرة، جبهة الجزائرالجديدة، الحزب الجمهوري التقدمي، وحزب العدل والبيان.