حمس تبحث عن “الأفكار" وليس الأشخاص لا تزال حركة مجتمع السلم تعيش تحت وقع “سوسبانس" المؤتمر الخامس الذي يراد له أن يكون “جامعا" من ناحية لمّ شمل الفرقاء “الحمسيين" وتحقيق قفزة كبيرة نحو مرحلة ما بعد “التيه الإخواني" لإعادة حركة الشيخ نحناح إلى “الواجهة السياسية" في الجزائر. وفي حديث لالبلاد" مع رئيس مجلس شورى الحركة عبد الرحمن سعيدي، فضّل هذا الأخير عدم “حصر" مستقبل الحركة في أشخاص وأسماء معينة، معتبرا أنّ أي حديث عن مرشحين محتملين لخلافة سلطاني على رأس “حمس" “سابق لأوانه" لا أساس له، مؤكداً أنّ خليفة أبوجرة سيكون بأيدي المؤتمرين فقط. وفي هذا السياق، أضاف سعيدي أنّ الوضع الذي تعيشه الحركة يستوجب الحديث عن “الأفكار" التي يمكن أن تنقل الحركة نحو مرحلة جديدة تحقق “التوافق" وتقضي على التشتت والتخبط بعد الصراعات والانشقاقات التي شهدتها حركة الشيخ نحناح والتي اعتبرها المتحدث نتيجة لشخصنة" المؤتمر السابق واقتصار الصراع على “الأشخاص"، داعيا إلى تجاوز هذه الأمور نحو إثارة الجانب الفكري والسياسي. وفي هذه الجزئية، أكّد رئيس مجلس الشورى قرب بداية الفعاليات التحضيرية لالمؤتمر الجامع" وإطلاق ندوات سياسية فكرية على المستوى القاعدي لحمس" استشرافا لمستقبل الحركة وتحضيرا لإنجاح مسعى “الحمسيين" نحو الذهاب إلى مؤتمر “هادئ" وÇفعال" يعيد الحركة التاريخية إلى “سكة التأثير". ويرتقب أن يكون المؤتمر في أواخر شهر ماي المقبل. وفي هذا الجانب، تتحدث بعض المصادر عن إمكانية الدفع بالقيادي عبد الحميد مداود كمرشح توافقي" لخلافة أبوجرة سلطاني على رأس الحركة، باعتباره المرشح الأقوى لتحقيق “مؤتمر جامع" نظرا لكونه رجل إجماع الفرقاء “الحمسيين" الذي سبق له أن قاد لجنة “الصلح" المشكلة داخل الحركة لتحقيق مصالحة مع المنشقين، ما يعتبر محاولة لتكرار ما سمي في مؤتمر 2003 “الطريق الثالث"، حيث تمّ ترشيح مداود وقتئذ لخلافة الشيخ محفوظ نحناح بعدما اشتد الصراع بين سعيدي وسلطاني على منصب “رئيس حمس"، خاصة أنّه يكاد يحصل شبه إجماع اليوم على أنّ المؤتمر المقبل سيشهد تنافسا قويا بين رئيس مجلس الشورى عبد الرحمن سعيدي ونائب رئيس الحركة عبد الرزاق مقري. إضافة إلى اعتبارات أخرى تتلاقى في شخص مدادود، بداية من التاريخية حيث كان الرجل نائبا للشيخ محفوظ نحناح وÇالرفيق الشخصي" له، وأخرى كبعده وحياده عن التجاذبات التي عرفتها الحركة طوال الفترة الأخيرة ما جعله يكسب احترام وتقدير جميع “الحمسيين" من قيادة وقاعدة، كما أنّه محسوب على “جماعة العاصمة" النافذة داخل مقر المرادية. ونتيجة للرغبة" المشتركة بين جميع الأطراف داخل بيت “حمس" بتحقيق “مؤتمر جامع" وهادئ" سيكون السيناتور السابق عبد الحميد مداود الأكثر حظا لخلافة سلطاني وقيادة الحركة بعد المؤتمر. ن.عبدالوهاب