النقابة تتهم " أصحاب مصالح " بالتخطيط لضرب إستقرار أرسيلور ميطال واصل أمس عمال وحدة الفرن العالي بمؤسسة أرسيلور ميطال عنابة إضرابهم عن العمل لليوم الثاني على التوالي، الأمر الذي إنعكس بصورة مباشرة على باقي الورشات و الوحدات الإنتاجية بالمركب، لأن عدم وصول المادة الأولية من الفرن العالي أدخل عمال باقي الورشات في بطالة ، مع السعي لضمان أدنى الخدمات أو برمجة عملية صيانة دورية إلى غاية إيجاد مخرج للأزمة التي فجرها عمال الفرن، و التي كانت عواقبها شلل شبه تام بمركب الحجار. إلى ذلك، فقد لاحت مؤشرات صراعات داخلية بين العمال، على خلفية هذا الإضراب، لأن أخبارا تم تداولها منذ الساعات الأولى لفجر أمس تتحدث عن عودة الأمين العام الأسبق لنقابة مؤسسة أرسيلور ميطال عنابة إلى الإتحاد المحلي للعمال الجزائري بسيدي عمار، و هي الهيئة المخولة قانونا بالإشراف على الإنتخابات الخاصة بتجديد الفروع النقابية لمركب الحجار، لكن النقابة التي انتهت عهدتها بادرت أمس إلى إصدار بيان رسمي تحصلت " النصر " على نسخة منه وجهت فيه اصابع الإتهام إلى أطراف محسوبة على الفروع النقابية السابقة للمؤسسة و التي تحاول ضرب استقرار المركب، من خلال التدخل في الإنتخابات المزمع تنظيمها في غضون الأيام القليلة القادمة، في إشارة واضحة إلى جماعة منادي، حيث أن النقابة و في بيانها الموقع من طرف الأمين العام المؤقت مراد ضيف الله طالبت العمال بضرورة التصدي لكل المساعي التي تقوم بها أطراف من النقابات السابقة لتحريك الغليان العمالي، و تقسيم العمال إلى تكتلات، على إعتبار أن البيان ذهب إلى حد التحذير من تكرار سيناريو شهر ماي الفارط، بعد طفو صراعات خطيرة بين جناحي منادي و قوادرية، لتكون النتيجة شلل ورشات المركب لمدة قاربت ثلاثة اسابيع. وفي نفس السياق اتهمت النقابة في بيانها شخصيات ذات نفوذ من المحسوبين على الفروع النقابية السابقة بالسعي للعودة إلى الواجهة عبر بوابة الفرع النقابي لمؤسسة أرسيلور ميطال عنابة من أجل البحث عن المزيد من المصالح الشخصية و الإمتيازات، سيما و أن الشريك الأجنبي بادر إلى رسم خارطة طريق لتجسيد البرنامج الإستثماري، و الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 500 مليون أورو، حيث تم وصف هذه الفئة بأصحاب المصالح و الإنتهازيين، الأمر الذي جعل النقابة تؤكد بأن مركب الحجار في خطر، ليس بسبب مطالب العمال، و إنما على خلفية تخطيط بعض الأطراف التي كانت ضمن النقابات السابقة للعودة إلى المؤسسة خلال العملية الإنتخابية المزمع تنظيمها تزامنا مع النهاية الآلية لعهدة الفرع النقابي. على صعيد آخر لمحت النقابة إلى نواياها في قطع الطريق أمام عيسى منادي للعودة إلى المركب، و ذلك بتأكيدها على أن إنتخابات تجديد الفروع النقابية ستكون تحت إشراف الإتحاد الولائي للعمال الجزائريين بعنابة، و هذا بمشاركة ممثلين عن الإتحاد المحلي بسيدي عمار، و هي الهيئة التي ستنحصر مهمتها في التنظيم و الإشراف على العملية، من دون أن يكون لها أي تأثير على العمال في اختيار ممثليهم على مستوى الفروع النقابية، لأن خبر إمكانية عودة منادي إلى الإتحاد المحلي بسيدي عمار ألقت بظلالها على أجواء المركب أمس الثلاثاء، و الحديث عن ترجيح كفة محسوبين على جناحه للتواجد ضمن الفرع النقابي القادم فجر إنقساما وسط العمال. من جهة أخرى، تم مساء أول أمس الإثنين التنصيب الرسمي للجنة المساهمة التابعة لمؤسسة أرسيلور ميطال عنابة، و هي العملية التي تم بموجبها تزكية عبد المجيد بوراي على رأس اللجنة لعهدة ثانية على التوالي، في الوقت الذي تم فيه تجديد الثقة في بعض الأعضاء ضمن المكتب التنفيذي في صورة الأمين العام المؤقت للفرع النقابي مراد ضيف الله، السبتي قياس، حليم بوشلاغم و عمار بوضياف. و قد تمسك عمال الفرن العالي بموقفهم القاضي بربط العودة إلى العمل بضرورة تحرك المديرية العامة إزاء المطالب التي كانوا قد طرحوها، و في مقدمتها مطلب إعتماد الزيادة في الأجور بنسبة 4 بالمئة، لأن العمال أكدوا في عريضة الإحتجاج التي قدموها إلى المديرية بأن إتفاقا كان قد أبرم بين المديرية و الشريك الإجتماعي ممثلا في لجنة المساهمة و الفرع النقابي يقضي بإعتماد زيادة على دفعات، و الدفعة التي تتضمن نسبة 4 بالمئة لم تدخل حيز التطبيق بالنسبة لعمال وحدة الفرن العالي.