وقع العراق وتركيا عشرات مذكرات التفاهم يتعلق أهمها بالطاقة والمياه والأمن، على هامش زيارة إلى بغداد لرئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان الذي جدد تمسك بلاده بمحاربة حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ شمال العراق قاعدة خلفية. وقال أردوغان في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد إن البلدين وقعا 48مذكرة تفاهم، ودعا إلى مضاعفة حجم التجارة بينهما أربع مرات لتبلغ 20مليار دولار سنويا. وعرض المالكي في لقائه أردوغان مطالب بلاده بترسيم حصص مياه دجلة والفرات، النهرين اللذين ينبعان من تركيا لكنهما حيويان بالنسبة للعراق وسوريا. وقال أردوغان في المؤتمر الصحفي إن حكومته أمرت بزيادة تدفق مياه الفرات إلى العراق وسوريا إلى 550مترا مكعبا في الثانية، لكن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ تحدث عن تدفق حالي قدره 440مترا مكعبا فقط. ويشتكي العراق وسوريا من ''احتكار'' تركيا مياه النهرين بعد أن بنت سلسلة سدود كجزء من خطة واسعة لتطوير نظام الري، لكن هذه السدود -يؤكد المسؤولون الأتراك- تحمي الموارد المائية من تقلبات المناخ. وكان النواب العراقيون اتفقوا قبل أشهر على إسقاط أي اتفاق مع تركيا أو إيران أو سوريا لا يُضمن بندا يمنح بلادهم حصة ''عادلة'' من موارد المياه. ومن مذكرات التفاهم المهمة أيضا، مذكرة تفتح باب المفاوضات أمام تصدير الغاز العراقي إلى أوروبا عبر تركيا. ولم يتضح ما إذا كان الغاز الذي سيصدر إلى أوروبا سيمر عبر خط نابوكو الذي تبلغ كلفته 9,7 مليارات دولار، وخطط لإنجازه لقطع تبعية أوروبا للغاز الروسي، وهو خط قال المالكي سابقا إن بإمكان بلاده تأمين 15مليار متر مكعب عبره. وتريد تركيا التحول إلى طريق مهم لتبادلات الطاقة والتجارة بين أوروبا وجيرانها الشرقيين وبينهم العراق وإيران وسوريا ومنطقة جنوب القوقاز.