بدأت حملة في تونس على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل مقاطعة كتاب مرتقب للرئيس المؤقت محمد منصف المرزوقي. ويقود الحملة ناشرون وكتاب يرون في اختيار دار نشر فرنسية “إهانة" لتونس و«نفاقا مستمرا" من الرئيس. وقال الموقع الرسمي لدار “لاديكوفيرت" الفرنسية إن الكتاب الذي يحمل عنوان “دروس التجربة التونسية" سيظهر في الأسواق بداية من هذا الشهر ويبلغ سعره نحو 14 يورو. لكن المشكلة ليست في ما تضمنه الكتاب نفسه من محتوى، ولكن في الظروف التي تحف بتقديمه. وقال معهد العالم العربي الذي يديره وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ إنه سينظم محاضرة يلقيها الرئيس التونسي المؤقت في 12 أبريل حول “مستقبل الثورات العربية"، غير أن ناشرين تونسيين نبهوا إلى أن المنظم الحقيقي للمحاضرة لا يعدو أن يكون سوى دار النشر “لا ديكوفيرت" نفسها التي طبعت كتاب المرزوقي. وفي برنامج المحاضرة المنشور على الصفحة الرسمية لمعهد العالم العربي يظهر اسم فرانسوا جيز، مدير عام دار “لاديكوفيرت" بصفته أحد المنظمين. وأثار ذلك استهجانا من عدد من الناشرين التونسيين، فقد كتب نجيب دمق، وهو أحد أصحاب دور النشر، إنه يشعر “بالإهانة" لكون المرزوقي اختار دارا أجنبية لنشر كتابه، متجاهلا دور بلاده. أما دار “أرت ليبريس" فبدأت حملة لمقاطعة الكتاب واصفة اختيار المرزوقي لدار أجنبية بالأمر غير المقبول. واستغربت صحيفة “بزنس نيوز" كيف يمكن لرئيس دولة “يتقاضى مبالغ مالية مهمة في بلد يعيش أزمة شاملة، أن يجد الوقت لتأليف كتاب تستفيد منه مؤسسة أجنبية؟". وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بالدعوات لمقاطعة الكتاب الذي سيصدر بالفرنسية “رغم أن الرئيس وحزبه -المؤتمر من أجل الجمهورية- من عتاة دعاة التعريب والحد من فرنسية البلاد." من ناحية أخرى، يزيد الجدل حول ظروف تقديم الكتاب من التوتر الناشب بين المرزوقي والمعارضة التي كررت اتهاماتها له في الآونة الأخيرة بتجاهل مثقفي وإعلامي البلاد مقابل محاباة الإعلام القطري ودور النشر الأوروبية. وبلغ التوتر ذروته خلال لقاء تلفزيوني مباشر مع قناة “الجزيرة" تحول بنفسه إلى أحد استوديوهاتها لإجرائه، في الوقت الذي لا يجري فيه إلا نادرا لقاءات مع الصحافة التونسية، عادة ما تكون مشتركة بين عدة مؤسسات ومن داخل مكتبه في “قصر قرطاج".