يواجه سكان بعض البلديات الواقعة جنوب وشرق المدية خصوصا المعنية بالتزوّد بالماء الشروب من سدّ كدية أسردون، هذا الصّيف أزمة عطش خانقة بسبب تأخر الأشغال بهذا المشروع الذي كان سكان المدية ينتظرونه بفارغ الصبر. غير أن ما أشار إليه والي المدية خلال دورة المجلس الولائي الفارطة من ضرورة استعداد الهيئات الولائية والمحلية لما هو قادم جراء تأخر المشروع واحتمال نشوب احتجاجات هنا وهناك ينذر بموسم جاف في حنفيات سكان البلديات المعنية. فعلى الرغم من مباشرة مديرية الري عام 2010 هذا المشروع الضخم تحسبا لأي طارئ قصد الحد من أزمة المياه، حيث انطلق على أمل تحويل مياه سد كدية أسردون بالبويرة إلى ولاية المدية بطاقة 200 ألف متر مكعب يومياً، كان يفترض أنه سيقضي على أزمة المياه التي لازمت السكان لسنوات طويلة. من خلال توفير المياه للمراكز السكنية ال 13 التي تمر بها مياه سد كدية أسردون، ستستفيد بلديات تابلاط، الزبابرة، مزغنة، القلب الكبير، بني سليمان، أولاد العربي، سيدي نعمان، البرواڤية وقصر البخاري، وصولاً إلى بوغزول في أقصى الولاية، مع إنجاز سبعة خزانات تتراوح طاقة استيعابها بين 2000 و20000 متر مكعب. ومع تأخر أشغال هذا المشروع الذي خصصت له مئات الملايير من خزينة الدولة. وقبل توزيع الماء الشروب ينتظر أن يواجه سكان المدية أزمة عطش هذا الفصل. وهو ما يشهده مشروع تزويد سكان قصرالبخاري وعين بوشيف وشلالة العذاورة من منطقة عين أم الريش بغلاف مالي تعدى مئات الملايير، حيث يعاني سكان عين بوسيف من أزمة عطش خانقة هذه الأيام بمعدل مرة في الأسبوع، بسبب حرمانهم من التزود من مشروع عين أم الريش وأخذهم الحصة المفترضة التي قدرت بأزيد من 20 بالمائة، والاكتفاء بتزويد سكان قصر البخاري وشلالة العذاورة دون غيرهم. ومع هذا فقد تم تسجيل ندرة في هذه المادة الحيوية بهذه البلديات بسبب تعطل مضخات الري عن العمل وسوء التسيير. كما حرص سكان التوافنية بعين بوسيف على التعبير عن استيائهم من لامبالاة المعنيين لبقاء المنقب الموجود بمنطقة التوافنية وهو يضيع مئات الأمتار المكعبة من الماء منذ خمسة أشهر دون استغلال لأسباب واهية كتعطل المضخة أو غياب التجهيزات لتوصيل الماء إلى حنفيات السكان، وهذا ما رسخ فكرة لدى السكان بأن مناطقهم موجودة في آخر اهتمامات مديرية الري التي طالما تحججت بنقص الماء وشح الموارد في حال ماء يضيع منذ أشهر بهذا المنقب الذي من شأنه أن يروي ظمأ الآلاف من سكان عين بوسيف.