تناولت معظم الصحف الأميركية بالنقد والتحليل الحرب الأهلية التي تعصف بسوريا، وتساءلت إحداها عن سر بقاء أوباما حذرا تجاه التدخل في سوريا، وعن تداعيات تورط حزب الله في الحرب، وتساءلت أخرى عن كيفية تغيير الكيمياوي لقواعد اللعبة، وقالت ثالثة إن إسرائيل ترقب الرد الأمريكي كمقياس بشأن التهديدات النووية الإيرانية. وتساءلت صحيفة واشنطن بوست عن السر الذي يجعل الرئيس الأمريكي باراك أوبامايبقى مترددا تجاه اتخاذ أي قرار حاسم يكون من شأنه وقف حمام الدم المتدفق في سوريا منذ أكثر من عامين؟ مضيفة أن الإدارة الأميركية بقيت تتخذ جانب الحذر بشأن الأدلة المتزايدة على استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيمياوية في الصراع الدائر في البلاد. وأشارت الصحيفة من خلال مقال نشرته للكاتب ديفد إغناتيوس إلى أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أنه بالرغم من أن أوباما يواجه ضغوطا داخلية تحثه على ضرورة التدخل العسكري في سوريا، فإن هناك ضغوطا شعبية أخرى تحثه على انتظار أدلة دامغة بشكل أكبر على استخدام نظام الأسد لأسلحة دمار شامل، وذلك من أجل الاستناد إلى موقف صلب في حال اتخاذ إجراء عسكري في سوريا، وكي لا يقع أوباما في المطب الذي وقع به سلفه جورج بوشبشأن العراق. وقالت الصحيفة في تقرير منفصل إن تورط حزب الله اللبناني في الحرب المستعرة في سوريا من شأنه إشعال حرب طائفية داخل لبنان نفسه، مضيفة أن الدور الذي يلعبه الحزب الشيعي في القتال إلى جانب قوات الأسد في سوريا من شأنه إبطال السياسة المعلنة للدولة اللبنانية على مدار عامين، والتي كانت تتمثل في النأي بالنفس عن التدخل في الشؤون السورية. ومن جانبها، تساءلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور عن ما إذا كان استخدام قوات الأسد للأسلحة الكيمياوية من شأنه أن يغير “قواعد اللعبة” في سوريا؟ داعية الولاياتالمتحدة إلى ضرورة العمل على تسليح الثوار السوريين أو حتى ضرورة التدخل العسكري بشكل مباشر في سوريا. من ناحية أخرى، أكد الرئيس التركي عبد الله غل أن بلاده لن تتسامح مع استخدام أسلحة الدمار الشامل في سوريا. وقال في حوار مع صحيفة “الرأي” الكويتية نشر أمس “نحن ضد استخدام الاسلحة الكيماوية وأسلحة الدمار الشامل التي يجب أن تكون المنطقة خالية منها ولا نتسامح في هذا الشأن إطلاقا وهذا يجب أن يكون معلوما لدى الجميع”، مضيفا أن “عدم الاستقرار في سوريا يجعلنا نشعر بالقلق ونرى أنه إذا طالت الأزمة فسيكون هناك تصرفات أو أعمال متطرفة من قبل بعض الجماعات وهو ما سيثير المشاكل في المنطقة”.