قرر الاتحاد الأوروبي، بمعية الولاياتالمتحدةالأمريكية، منح مساعدات فورية لدول الساحل الإفريقي في إطار إستراتيجية استعجالية تهدف إلى تجفيف منابع القاعدة في المنطقة.تبدي دول الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية تخوفات من تحول دول الساحل الإفريقي، التي تضم كلا من الجزائر والمغرب وموريتانيا ومالي والنيجر، إلى ملاجئ للإرهابيين من عناصر القاعدة، خاصة بعد انتساب الجماعة السلفية للدعوة والقتال لهذا التنظيم الدولي، وتنامي أنشطة غير شرعية خاصة في الأسلحة والمخدرات والسجائر والهجرة السرية، استغلها التنظيم لتعزيز قدراته المالية. ومن المنتظر أن يقوم منسقون عن سياسات مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي وأمريكا بزيارات لعدد من دول الساحل الإفريقي، ومنها بالخصوص الجزائر والمغرب. وقد سارعت فرنسا في هذا الإطار وبشكل منفرد لفتح مشاورات مع موريتانيا بدأت بزيارة رئيس الجيش الفرنسي إلى نواكشوط، وتوجت بزيارة تاريخية للرئيس الموريتاني إلى فرنسا. وأشار وزراء الشؤون الخارجية للدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في آخر اجتماع لهم بلوكسمبورغ، إلى أن منطقة الساحل مرشحة لأن تتحول إلى ملجأ للشبكات الإرهابية. واستند وزراء الاتحاد الأوروبي إلى الأحداث الأخيرة التي عرفتها مختلف المناطق بدول الساحل الإفريقي. وترى هذه الدول أن التهديدات الإرهابية في مناطق دول الساحل سيكون لها تأثير سلبي على المناطق المجاورة ومنها أوروبا على وجه الخصوص. وعلى هذا الأساس رأى وزراء الخارجية للدول المنضوية تحت لواء الاتحاد الأوروبي أنه من الواجب أن تأخذ الحكومات الأوروبية هذه التحركات بشكل عاجل وبجدية لتعزيز قدرات دول منطقة الساحل الإفريقي التي يتوجب عليها ترقية التنمية والحكم الرشيد ومكافحة المتاجرة بالأسلحة والمخدرات والتجارة بالبشر. ورأت لجنة العدل والحرية والأمن بالبرلمان الأوروبي، التي تضم مسؤولين عن مكافحة الإرهاب في تقريرها، أن ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مازال يشكل تهديدا إرهابيا رئيسيا على دول الاتحاد الأوروبي، من خارج الحدود. وأشار التقرير إلى مخاوف أوروبا تنبع أساسا من دول المغرب العربي. وبرر مراقبون عسكريون لجوء الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية إلى هذه الخطة الاستعجالية، والتي لم تحدد فيها الدول التي ستستفيد من هذا الدعم وحجمها، بالقول إن منطقة الساحل الإفريقي يعتبر أحد أهم معاقل الإرهاب في العالم بحكم انفلاتها من المراقبة بسبب ضعف الإمكانيات. هذا، وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد أرسلت إلى دولة مالي في وقت سابق عتادا عسكريا منها أسلحة ثقيلة بقيمة 5.5 ملايين دولار، في شكل دبابات وملابس عسكرية وأجهزة كشف وووسائل اتصال جد متطورة للمساهمة في حربها على الإرهاب.